لا تسألي الطير الشريد .. لأي أسباب رحـل
يا
فؤادي لا تسل أين الهوى .. كان صرحاً من خيالٍ فهوى
إسقني وأشرب على أطلاله .. وأروِ
عني طالما الدمع روى
.
.
.
لا
تعلم ما الذي عليها أن تراه ،، ما الشيئ الذي ستنظر اليه ،، كيف لنظرة أن تُحدّد
مصير حياتها ؟
تشعر
بثقل يجثو فوق رأسها ،، تحاول أن تقاوم ذلك الثقل وتنظر ،، كيف بهذا الثقل أن يأتي
فجأة؟ هل هو الخجل ،، هل هو إرتباك اللحظه ،، استماتت تحاول مقاومته إستطاعت أن
ترفع رأسها والتقت بعينيه ،، نظرت اليهما فلم تجد شيئاً ،، يُقال أن العين نافذة الجسد
،، لكن عيناه مغطاة بنافذة صلبه وداكنه لا يمكنها الابصار من خلالها ،، أزاحت نظرها
لانفه، شفتيه، جسده ما الذي يجب عليها أن تنظر اليه ،، ما المفترض أن يكون دليلها للقبول
من عدمه ،، هي لا تعرفه ،، لاتعرف عنه شيئ ،، تذكّرت اليوم الذي أطرقت أمها باب غرفتها
"منار ،، أريد أن أتحدث اليك في أمر"
"تفضلي"
"ام أسامة جارتنا حادثتني اليوم ،، تقول أنها تعرف إمرأه تبحث
عن عروس لابنها وقد رشحتك لهم"
"....."
"حادثتني وهي ترغب أن تحدد يوماً لتراك وتتعرف علينا"
صُدمت،،
لم يكن الموضوع الذي توقعت سماعه ،، نعم.. أنا كأيّ فتاة تحلم بزوج وفستان أبيض تحلم
بحياة سعيدة بطفل يقاسم شبهها وشبه والده ،، لكن ،، لم أتوقع هذا الشيئ في هذه
اللحظه ،، قلت بعد فترة صمت "من هو هذا الشاب ،، ما اسمه كم عمره ماذا يعمل كيف
هي أخلاقه من هم أهله ماهي شهادته ماهي وظيفته كيف هي حياته الاجتماعيه "
"رويدك
يا ابنتي سنعرف كل هذا في الوقت المناسب"
"الآن يريدون فقط أن يتعرفوا علينا ونتعرف عليهم"
وحدث
تعارف النساء ،، تبعه تعارف الرجال ،، هو شاب صالح نحسبه كذلك يحافظ على الصلاة قليل
السفر،، دمث الخلق
لا
أعلم يا أمي ،،
استخيري
استخرت
،، مره وثانيه وثالثه ،، ولم أشعر بشيئ
أتى
ما يسمى بالنظرة الشرعية
وها
أنا هنا أحاول أن أتخذ قراري لكن كيف وكل ما أراه أمامي رجل كغيره من الرجال
إنتهت
النظره التي لم تدم لاكثر من خمس دقائق
عدت
لغرفتي حائره لا أعلم كيف أجد الجواب
أعلنت
عائلة الشاب قبوله لي كزوجة تُشاطره حياته ،، ليتمّ إنتظار إجابتي ،، كلّما
حادثتني أمي أصمت
"إستخرتي"
،، "أيوه" ،، " بماذا شعرتي"
" ..... ، وما الشعور المفترض أن أشعر به" " بأن تكونين
مرتاحه للقدوم على أمر الزواج" ،، "لا أعرف لم أشعر بشيئ" ،، "
عندما نظرتي اليه بماذا أحسستي؟" ،، "لم تخالجني أية أحاسيس"
تنهدت
أمي قبل أن تضيف "منار قد يكون الارتباك هو السبب هو شاب كفؤ على خلق ودين
والكثير يشهد له بذلك هي فرصه، رجل لا يعيبه شيئ ،، ستكونين قريبه من عائلتك ،، سيوفر
لك سكن مستقل ،، راتبه مجزي ،، هو جامعي" ،، ،،،
بعد
فترة من التفكير الذي لم يقودني لشيئ قبلت ،، أذعنت لهم لاعلن لهم عن قبولي
للارتباط بذلك الشاب
كلللووووووووووووووش
تعالت
الزغاريد ،، رائحة البخور تعمّ المكان ،، الكلّ فرح ،، أمي تكاد أن تطير فرحاً ،، هل لهذا الحد وجود الفتاة
ضمن عائلتها لفتره طويله أمر مزعج ،، هل لهذا الحد تبلغ فرحة عائلتها بخروجها من
مسؤوليتهم ،، لا أفهم ،،
المأذون
على وشك القدوم الكل متأهّب ،، دخل علي والدي حاملاً كتاب طلب مني التوقيع في
المكان المطلوب ،، نظرت الى المكتوب لم أستطع القراءه فالتوتر يحجب عني التركيز أشار
لي والدي فوقعت ،، ولا أعلم إن كان خطين متعاكسين يُعد من ضمن فئة التواقيع لكن
هذا كل ما لديّ
وقعت
الموافقة لأصبح رسمياً زوجة لشخص لا أعرفه ،،
****************
.
.
.
لأرقص وأغني وأدق .. والله لوما
الخجل
الجو جميل وشاعري .. خليني أمتع
ناظري
يا ليل توني فرحت .. بعد انتظار
وملل
"لكنها
أمور مهمه ،، أحتاج أن أتعرف إليك أكثر ماذا تحب وماذا تكره "
"أحبك
أنتي وأكره بُعدي عنك"
أصمت
فلا أعرف بماذا أجيب ..
تسارعت
أيام الملكه المعسوله وبدأت الايام تتناقص وتقترب اللحظات التي سأنتقل بها نهائيا
من منزلي الذي عشت فيه طوال عمري إلى منزل جديد أشاطره مع إنسان بالكاد أعرفه ولا
أعلم إن كنت فعلاً على استعداد لذلك الانتقال
الدائم أم لا ،، كلّما تناقصت الايام
تسارعت نبضات قلبي فبرغم مرور 4 أشهر على معرفتي به الا أنّي مازلت أجهل الكثير
عنه ،، هناك مواقف تبدر منه تجعلني أخافه ،، تذكرت عندما أخبرته بنيّتي الذهاب
لمنزل صديقتي ،، حينها طلب مني أن أصطحب والدتي معي "لكني معتاده على الذهاب
لوحدي"
"نعم ولكن الآن أنتي زوجتي والامور تغيرت"
"
لم افهم"
"حبيبتي
أنا أخاف عليك"
"تخاف عليّ من ماذا هي صديقتي منذ زمن طويل
وعائلتي تعرف عائلتها"
"حسناً
ولكن عودي باكراً"
حينما
حانت الساعه العاشره غضب لاني لم أعد ،، إتصل على هاتفي فلم أُجبه ،، أرسل الي رسالة
"الم اقل لك بان تعودي باكرا لماذا تكسرين كلامي" ،،
عندما
عدت إلى المنزل اتصلت على هاتفه فلم يُجيب ،، إنها المره الاولى التي لا يجيب فيها
على إتصالي ،، قلت قد يكون نائماً ،، في الصباح لم أجد منه أي مكالمه فعاودت
الاتصال به ولكن أيضاً لم يجيب ،، استمرّيت اليوم بأكمله أحاول الاتصال به دون
فائدة ،، بعثت له برساله أسأله عن سبب تجاهله لمكالماتي ،، بعد فتره رنّ هاتفي مُعلنا
عن وصول رساله وارده ، تضمّنت كلمات مليئة بالعتب ،، تعجّبت من ردّت فعله،، ولم أفهم السبب
مضت
أيام لا يرسل سوى كلمات عتب تارّه وغضب وجرح تارّه أخرى ،، حاولت مراضاته دون
فائده حتى أكمل أسبوعين من غضبه ليرسل لي رساله مقتضبه يقول فيها أنه قادم اليوم الى منزلي
تأهبت
للقاءه وتزينت له أعددت له أطباق الحلوى المفضله لديه،، إبتعت له هديه أُراضيه
فيها رغم أني لم أقتنع للسبب الذي جعله يتجاهلني كل هذه المدّه ويغضب ،، بعدها
عادت المياه لمجاريها وعاد هو كما كان يُسمعني أشعار الحب ليل مساء ،، لكن هناك
شيئ لم يعد معه ،، لقد بتُّ أخافه ،، هل سيتصرف بهذه الطريقه عند كل حدث يُغضبه ،،
هل سيتجاهلني ويهملني كلما أغضبه أمر !!
أنهيت
ترتيبات الزواج ،، الفستان ، المسكه ،، الفرقه الموسيقيه استقريت على واحده بعد كرّ
وفرّ مع إخوتي كل واحده منهن تقترح إسماً لمغني
وترفضه الاخرى
الأولى : زواج ابنة عم صديقتي أحضروا المطربه
"الفلانية" صوتها رائع
الأُخرى:
لا، ليست بذلك الروعه هناك مُطرب أفضل منها
واستمرت
المناقشات والمجادلات حتى استقرّ بنا الامر لجلب مطرب وبرفقته مطربه ،، لتبهج لنا
الجو وتُلهب الحفل رقصاً،،
أتى
اليوم المنشود ،، لم أستطع النوم كان ليلاً مليئا بالقلق والتوتر والاحلام المزعجه
،، إستيقظت بأعين منتفخه ووجه متورم من الحرب الطاحنه مع محاولة ترويض النوم دون
فائده ،، أتت خبيرة التجميل ،، بدأت تنظر لوجهي كرسام ينظر للوحه فارغه يفكر كيف
سيملؤها بمنظر يثير انتباه الآخرين ،، قلت
لها محذّره لا أحب المكياج الثقيل أريد شيئا ناعماً ،، نظرت لي أمي بانزعاج ،، عروس
بمكياج خفيف هذه ليلتك عليك أن تتجملي وتكوني نجمة الحفل ،، لكني أميل للشيئ
الناعم ،، تدخلت خبيرة التجميل وكأنها قد اعتادت هذا النوع من النقاش بين كل أم
وابنتها في يوم الزواج ،، سأضع لك مكياج يعطيك لمسة العروس دون أن يكون مبالغاً
فيه سيعجبك لا تقلقي
صمتّ ..
بدأت
بتلوين وجهي ترسم ثم تنظر من بعيد ثم تمسح وترسم مرة أخرى وتعيد النظر ،، أغمضي
عينيك أنظري لأعلى إفتحي شفتيك أغلقيهما ،، كلما اقتربت من وجهي كتمت أنفاسي حتى
لا تخالط أنفاسي أنفاسها،، لا أعلم كم من الوقت مضى وأنا أحاول أن أُبقي عيني منشغله
عن سكب دموعها بالتحليق في بقعه سوداء تلتصق في سقف الجدار،، بعد أن إنتهت ناولتني
المرآه لأنظر لنفسي ،، لم أتعرفني ،، من أين أتت تلك الرموش الطويله ،، مابال شفتي
كبرتا ،، إختفت معالم وجهي تحت أرتال من المكياج ،، لم يُعجبني لكن خشيت أن أعبّر
عن رأيي فتعيدني الى الكرسي وأعود أتحدث مع
البقعه السوداء مرة أخرى اكتفيت بابتسامه شكرتها وخرجت
بعد
إنتهائي إحتضنتني أمي محاوله كبت دموعها ،، كيف لضحكات ودموع أن تجتمعان في ذات
الوقت
حانت
اللحظه ،، إرتديت الفستان الأبيض ،، أتت المصورة لتلتقط لي الصور،، بعد مُدة قصيره
حضر،، دخل بكامل أناقته ،، قبّل رأسي التقطنا الصور، تارة متشابكي الايدي وتاره
أحتضنه من الخلف وتارّه رأسي على كتفه ،، حركات مُكرره أكاد أُجزم أن جدتي كانت
لديها صور مماثلة بنفس تلك الوضعيات، كل ما كنت أتمناه الا تضع وجهي بداخل صورة
قمر وزوجي أسفله ينظر اليه ،، أنهينا جلسة التصوير ،، سألتني أمي متى يعدّون شريط الزفه؟ ،، نظر لي
لاحاجة لك لأن تُزفّي أمام الناس ،، نظرت له باستغراب ، ماذا؟ دعينا فقط نذهب يهمك
أن أراك أنا بكامل أناقتك ما حاجتك لينظر لك الغير ،، أخاف أن تصيبك عين حاسدة،،
نظرت الى أمي في هلع فما حاجتي لكل هذا التزين إن كنت أنت فقط من سيراني ؟؟
"تدخّلت
والدتي بهدوء ،، محمد الله يهديك هذ ليلتها وكل فتاة تتمنى اليوم الذي تُزف فيه بفستانها الابيض "
،، "وهل يجب عيلها تقليد غيرها ومالها بالناس وانتقاداتهم" ،،
قلت
"لكني أريد أن أزفّ هناك صديقاتي وقريباتي أريدهن أن يروني" ،،
"أخبريهن أن يأتوا هنا ليروك" ،،
كنت
على وشك البكاء ،،
"هذا
كلام جديد لم تقل لي بأن لا يجب علي أن أزفّ"،،
"
أنتي لم تسالينني "،،
نهضت
من مكاني وتوجهت الى الباب قلت لأمي دعيهم يجهزوا شريط الزفه سأدخل ،،
انبعثت
الموسيقى ،، موسيقى طالما تمنيت أن أُزفّ تحت أنغامها مُمسكه بيدِ زوجي ،، زوجي
الذي أختاره بنفسي زوجي الرجل الذي أريده ويريدني ،، نظرت الى يدي لاتمسك سوا باقة
ورد ،، شعرت بالاختناق ،، حضرت العديد من مناسبات الزواج كنت أرى عرائس بوجه حزين
وآخر مرتبك كنت أعتقد أنها رهبة اللحظه ولكن قد يكون هناك أمر مُختلف
فرحت
برؤية من أحبهن حولي رقصنا سوياً ونسيت "تنكيد" محمد لي ،، لم تمضِ لحظات
حتى اقتربت مني والدته تهمس بأذني "محمد يتصل يقول ياللا يبي يمشي" ،، إبتسمت
لها وقلت "دعيه ينتظر قليلاً" ،، عادت تحادثه على الهاتف وعلمت من خلال
تعابيرها أنه يرفض الإنتظار ويريدني أن أخرج اليه حالاً ،، عادت إلي في توتر
"حبيبتي محمد يقول أنه مُتعب ويرد أن يرتاح" ،، تنهدت في ضيق ونهضت ..
ركبت
السياره ولم أتحدث معه ،، صُعقت عندما وجدت نفسي وأنا أقف أمام باب شقتنا ،، نظرت
اليه ،، ألن نذهب الى فندق؟ ولماذا، شقتنا جديده وأنا لا أضمن الفنادق الم تسمعي
بقصص التصوير التي تحدث ،، لم أكن في مزاج يسمح لي بمناقشته تبعته الى داخل شقتنا
دخلت وأغلق الباب خلفنا ..
******************
.
.
.
إستفزينيمرّدي فيني جبيني
وأشهري سيف الأنوثه
وجرديني
من قناعٍ كان خلفه ألف وجه
في
اليوم التالي كانت رحلة السفر الى تركيا،، لم أرغب بالسفر اليها فقد مللت من
الذهاب اليها مع عائلتي لكنه خيرني بينها وبين إحدى الدول العربيه فاخترتها ،،
وصلنا في الصباح قبل وقت تسليم الغرفه لنا وضعنا أمتعتنا عند البهو وخرجنا لأخذ
جوله حول المدينة كان الجو جميل نسمات بارده في صباح مثالي ،، لم نكن قد تناولنا
وجبة الافطار بعد فتوجهنا الى أحد المطاعم القريبه ،، أشعر بسعاده عندما أرى حياة
الشارع والتي تختفي في مدينتي "الرياض" فهناك لا يوجد سوا شوارع ومولات
متراميه بين أطرافها ،، فلايوجد عالم خاص بالمشاه ،، وإن رغبت بالمشي فعليك أن
تتوجه اليه بسيارتك ،، تذكّرت العائله من إحدى الدول العربية كانت تمشي بمحاذاة
أحد شوارع الرياض تُريد أن تستكشف المدينة فكانت بين كل لحظه وأخرى تتوقف سياره تسألهم
إن كانوا بحاجه لأحد يُقلّهم الى وجهتهم فلم يكونوا على علم بغرابة مايفعلونه في مدينة
لا تعرف المشي الا في أماكن قليله ومحدودة
أنهينا
وجبة الافطار وعدنا أدراجنا ننشد بعض الراحه بعد يوم طويل ..
إستيقظت
مساءً نظرت خارج النافذه كان المنظر جميل ويبدوا أن هناك مهرجانا أو ما شابه فيوجد
تجمع من مختلف الفئات ،، أيقظت "محمد" لنخرج
لا
حظت بعد بضعة أيام أنه لا يتحدث كثيراً يظلّ أغلب وقته صامتاً أحاول إيجاد حديث يقطع
ذلك الصمت لكنه يُسرع في إنهائه برد مقتضب ،، لم يعد مرحاً كما كان يتململ سريعاً
وما نكاد نخرج حتى يقرر أن نعود للفندق مره أخرى ،، ولكننا لتوّ خرجنا ،، الشمس ساخنة
دعينا نعود حتى تبرد قليلا ،، نستطيع الجلوس في أي مطعم حتى يبرد الجو أو تحت ظل
،، لم أنم جيدا بالامس وأحتاج الى راحه ،، لن أعود وإذا أردت فلتعد بنفسك ،، نظر
الي في حده لماذا تخالفينني في كل شيئ ،، ومتى خالفتك كل مافي الامر انني لا أريد
العوده الان فلم يمضِ وقت طويل منذ أن خرجنا ،، أذعن لرأيي وجلسنا ولم نعد ،، بقي
طوال اليوم مكفهر الوجه ،، عدنا في المساء ونام دون أن يتحدث الي ،، بقيت مستيقظه
ولم أستطع النوم أعجز عن النوم إذا ماعانيت من يوم مليئ بالتوتر ،، نظرت اليه وهو
نائم ،، وتذكرت نظرتي الاولى له كنت أبحث بين ملامحه عن شيئ يشعرني بالهدوء
الداخلي لكني لم أجد وما أزال أجهل السبيل الى ذلك الهدوء ،، نمت بعد وقت طويل من
التقلب ،، استيقظت وأنا أشعر بدوار كبير نظرت الى الساعه فإذا هي تشير الى الواحده
ظهرا ،، لماذا لم يوقظني كل هذه المدّه ،، بحثت عنه في الغرفه ولم أجده ،، اتصلت
على هاتفه المحمول ظل الهاتف يرن دون إجابه ،، قلت قد يكون في بهو الفندق ،، أردت
النزول لكن خشيت غضبه فهو لا يريدني أن أذهب لمكان بدونه ،، جلست أنتظره ،، عاودت
الاتصال به ولكن دون فائده ،، أدرت جهاز التلفاز على زر التشغيل لأسرّيَ عن نفسي
ويمضي الوقت ،، قلّبت القنوات حتى تنبهت الى أني أعيد تقليبها عدة مرات دون أن
أركز على قناة معينة ،، نظرت الى الساعه مجددا فإذا هي قد شارفت على الثانية
والنصف ،، عدت للإتصال مره أخرى ولكن دون إجابه ،، عند الثالثه قررت أن أخرج، خرجت
الى البهو أبحث عنه فوجدته على أحد الكراسي يُتابع نقل مباراة لكرة قدم ،، توجهت
اليه في غضب ،، "أين أنت طوال هذه المده ولماذا لا تجيب على اتصالاتي"
،، نظر الي ولم يجب كنت أرتفج غضبا ماباله لماذا يعالمني بهذا البرود أم أنها
رساله يريد إيصالها الي بطريقته الخاصه على ما حدث بالامس ،، كنت على وشك البكاء
أنا حتى لم أتناول شيئاً كنت قلقه عليه وهو هنا يتابع مباراه وكأنه شاب أعزب أتى
لوحده دون أحد
****************
.
.
.
انفعلي
.. انفجري لا تقفي مثل المسمار
لا يمكن أن تبقى أبدا كالقشه تحت الأمطار
مضت
الايام وكل ما كنت أريده هو الانتهاء من شهر العسل الذي لم أرى من عسله شيئ
والعوده الى دياري في أقرب وقت ،، إشتقت لعائلتي، لغرفتي، لكتبي، اشتقت لروتين
حياتي ،، اشتقت لمحادثة تطول لساعات مع أقرب صديقاتي، اشتقت أن أسترخي على فراشي
وأشاهد أحد مسلسلاتي المفضله،، لا يحب الافلام ولم أدخل سينما خلال سفري لرفضه
لذلك،، "أتينا لنتمشى لا لندخل سينما" ،، "من باب التغيير" ،،
"لا أحب الافلام" سكت ولم أناقش ،، يثور إذا ماحاولت مناقشته لا يحب أن
يكون رأيي مخالفاً لرأيه فعلي أن أوافقه في كل شيئ،، "إذا كنت تحبينني
فستوافقيني في كل أموري"،، "ولكني إنسانه سليمة العقل ومن حقي أن يكون
لي رأي الخاص" كان عنيداً صعب المراس وصعب الارضاء ،، يتجاهلني لساعات وكأنني
غير مرئيّة إذا ما بدر مني شيئ يُغضبه
حان
وقت العودة ،، لم أطق صبراً حتى وصلت ،، طلبت منه إنزالي عند أسرتي ،، ما إن رأيت
والدتي حتى إرتميت على أحضانها ،، أجهشت بالبكاء ،، بكيت أيام العسل التي خنقتني
،، شعرت كأن دهراً فصلني عن عائلتي ،،، بكت أمي ظنّت أن دموعي مجرّد إشياق عابر
لفتاة لم تعتد على ترك عائلتها مدة طويله ،، شاركتني دموعي حتى هدأت ،، أبقيت رأسي على صدرها أملؤ أنفاسي بها ،، كنت
كالطفل الذي أُنتزع من مكانه فبدأ يذبل ،، لم أتوقع أني سشأتاق لعائلتي كل ذلك
الاشتياق،، كنت دائما أتمنى العيش وحدي والسفر أُحلّق في خيالاتي عن عالم أعيشه
لوحدي ،، وها أنا ذا لم يمض على غيابي سوا بضعة أسابيع أشعر وكأنها سنوات ،،
تبادلت
معهم أطراف الحديث حتى طلب مني "محمد" أن نعود الى المنزل ،، رفضت ،
تعذرت بأني تعبه وأريد أن أظل اليوم كله مع أسرتي ،، توسلت لوالدي أن يقنعه بأن
أمكث اليوم معهم ،، حادثه والدي فقبل وكنت أعلم أنها حلقه جديده من التجاهل الذي
سيعاقبني به لكن لم أبالي، كل ما كنت أريده أن أبيت اليوم في مكاني أن أحتضن وسادتي
أتلحّف غطائي أشتقت أن أحتضن كل ركن من غرفتي ،، تلك الغرفه التي حملت معي أسرار
حياتي لسنوات عدّة كانت شاهدة على كلّ لحظاتي التي عشتها،، غرفة ضحكت لضحكي وتألمت
لحزني قفزت فرحاً لنجاحي وتخرجي ،، دخلتُ اليها نظرت الى كل زاويه من زواياها ،، تأمّلتها
وكأنّي أراها للمرة الأولى،، خمسة وعشرون سنة ولم يتحملني أحد سواها ،، تحمّلت شقاوة
طفولتي و"شخبطاتي" على جدرانها ،، تحمّلت مراهقتي وتغيير معالمها بصور الفرق المغنيه والممثلات وعارضات الازياء
،، تحمّلت إهمالي لها ورمي الاوراق ومخلّفات الاقلام بين جنباتها،، تحمّلت تلطيخ
المكياج ،،رغم ذاك ظلّت وفيّه،، تغفر كل زلّاتي تجاهها تودّعني صباحاً بابتسامه تشعّ
منها وتحتضني ليلاً بهدوئها المريح ،، وهاهي ذي تنتظرعودتي هاهي كما ودّعتها تأبى
أن ُتغير من شكلها تريد أن تُبقيني بين جنباتها ،، أغلقت باب غرفتي بهدوء ،، جلست
على طرف سريري، إحتضنت مخدتي وبكيت ،، لم يكفيني ماذرفته من دموع على أحضان أمي إحتجت
للمزيد منها ،، لا أعلم كم مضى من الوقت حتى هدأت أجفاني ونمت بين دموعي ،،
رأيتُ
نفسي وأنا طفلة أركض في مزرعة جدي أُسابق الاغنام مع ابنة عمي التي تغلبني دائماً
،، أردت مشاكستها فدفعتها سقطت على ركبتها وأخذت بالبكاء ،، دنوت منها أريد
الاطمئنان عليها والاعتذار فباغتتني سريعا دفعتني وسقطت على بركة ماء اتسخت ملابسي
فانفجرت ضاحكة غضبت من تصرّفها، ازدادت ضحكاتها وأصبحت مزعجة، حاولت النهوض من
مكاني نظرت حولي فإذا هي أفاعي تلتفّ حولي
صرخت رعبا أطلب النجده لم يكن هناك أحد، استمريت بالصراخ وانا أحاول أن يسمعني أحد
ما وينقذني، استيقظت فزعه ونظرت حولي، إنها الواحده بعد منتصف الليل، أخذت هاتفي
الجوال شغلت سورة البقرة بصوت القارئ "مشاري العفاسي" ، ظللت فتره
مستيقظه حتى غالبني النوم
استيقظت على أشعة شمس الرياض تُداعب جفنيّ ،، شمس
الرياض التي لم أحبها قبلاً وطال بي التذمر منها هي الآن مختلفة،، نزلت حيث كانت
أمي تناولت معها الافطار حدثتها عن سفري وتجنبت الحديث عنه ،، حذفته من مقاطع
السفر وكأنه لم يكن موجوداً ،، كلما أتت بإسمه ذكرت أمراً آخر لأنسيها ،، فلم تعد
تسأل ،، لم يحادثني ليطلب مني العوده ولم أطلب منه ذلك تجاهلته كما يتجاهلني مضى
اليوم واليومين وانتهى الاسبوع دون أي خبر منه ،، أحسّت أمي بوجود خطب ما ،، "منار..
هل حدث بينك وبين محمد شيئ أثناء السفر"
صمتّ
ماذا أقول .. هل أقول لها أن الحياه معه إتضحت لي منذ أيامنا الاولى معاً ،، هل
أخبرها أني أظلّ طوال اليوم في حالة من القلق من أن يبدرمني شيئ يُضايقه فيبدأ
بتجاهلي حتى أرضيه مما أثّر على حالتي النفسيه ،، هل أقول لها أني لا أريده ولا
أريد أن أكمل مشواري معه ،، هل أخبرها أن نظرتي الاولى له لم تخبرني بأن شخصه بهذا
التصلب ،، لم تخبرني بأن كلماته المعسوله التي كان يُسمعني إياها ماهي إلا كلمات
سطحيه زالت سريعا بعد الزواج ،، هل أخبرها أنهم كانوا محقّين بأنه مُحافظ على
صلاته لم يهملها يوما لكنه أهمل مشاعري كثيراً،،
بعد
صمت طويل نظرت اليها "أمي محمد لن يعود وأنا أريد الطلاق .........."
0 التعليقات: