لو أن حياتك داخل مصعد

4:25 م Fatimah 0 Comments

 





وقف بثبات مُسلِّطا عينيه في اتجاه واحد، تقرعُ قدمه الارض بتوتُّر، يتنقّل ببصره بين انعكاس جسده وبين ساعته، حتى سمع الصوت المألوف

 

 صوت قدوم المصعد ...

 

دلفهُ مُسرعاً، سأله من بداخله أيُّ الطابق يرغب؟ ، أجاب باقتضاب  " الخامس"

 

 كم يكره المصاعد الا انه اضطرّ اليوم لاستخدامه لالمٍ في ساقه، يشعر بالاختناق كلما دلف هذا المكان الضيّق

 

لا يعلم لِمَ صُمّمت جدران المصاعد بهذه الكيفية المُزعجه، يشعر بها تضيق به حتى تكادُ تخنقه


 يشعرُ بالأكسجين يتناقص

 يشعر بالغرابه والصَّمت الثقيل 

 

تسمعُ همسات من حولك، تمتنِع عن الالتفاف تجاهها تجنُّباً أن تتلاقى النظرات

 

فلست سوى عابرُ ينتظر باب المصعد أن يصل لوجهته ويُفتح 

 

يطول انغلاقه ..

 

 يزداد احساسك بالوحشة، تُعلّق نظراتك ناحية الباب

 يزداد توترك، يتصاعد قلقك، يخفق قلبك، يبدأ العرق يغزو جسدك 

 

فما بال باب المصعد قد طال سكونه، لماذا لا يُفتح ؟.. 

 

تكسر قاعدتك التي شيّدتها لنفسك، وتبدأ بتحويل انظارك ناحية الحشود، تتأمّل ملامح تراها لأوّل مرّة، ملامح لا تُشبهك في شيء الا في خطوط القلق التي اعتلت وجوههم فالكل قد شخصت أبصاره ناحية الباب ينتظر وصول وجهته

 

تصطدم عينيه بذاك الشخص الواقف في زاوية المصعد، تعتلي ابتسامه غريبه مُحيّاه، وكأنَّ لا شيء مما يحدث من قلق يعنيه، يقف بكل هدوء وسط الحشود الشاخصه

 

مابه يبتسم؟ 

 

 هل هو شخص طبيعي؟

 

 هل هو انسان خُلق مثلنا من مشاعر وأحاسيس؟

 

 كيف يُمكن لايّ كان أن يرسم على وجهه مثل تلك الابتسامه البلهاء وكأنّ لاشيئ مما يحدث يستحق 

 

الا يشعر بالإختناق الا ينقصه الأكسجين يوزّع ابتسامته لكل من حوله، أيحاول استفزازهم؟ 

 

شعر بغضب عارم يجتاح كيانه، كيف لهذا الاحمق أن يسمح لنفسه بحمل كل تلك اللامبالاة ؟ شعر بالحنق تجاهه تمنّى لو بامكانه الوصول اليه وانتزاع تلك الابتسامه المُهينه من على وجهه

 

فعلى الكل أن يمتثل لقوانين المصعد، قوانين الصمت والترقب ..

 

 قوانين لا أحد يعلم من وضعها ولكنها يجب أن تُحترم ويُلتزم بها

 

أعاد ببصره ناحية الحشود هل هناك من لاحظ هذا الاحمق؟، هل هناك من سيأخذ زمام الأمور، ويُلقنه درساً في السلوك؟ 

 

لم يرَ في وجه أحدهم أيّ أمل في التصرف فأشاح بوجهه عنهم، فماله والآخرين فاليذهبوا جميعهم الى الجحيم ، يكفيه ما به من عناء

 

 أعاد بنظراته الحانقة ناحيه باب المصعد

 

 لعنه بداخله كثيراً فقد طال انغلاقه ...

 

 

0 التعليقات: