ما بال أعينٍ تنظرُ الينا ولا ترانا

12:31 ص Fatimah 0 Comments

 



Awesome Tips and Examples of Out of Focus in Photography

 

خرجت العائلة في نزهه لأحد فعاليات " موسم الرياض "، خرجوا للمُتعة، للترويح عن النفس، لنفضِ تعب أيّام الأسبوع، ولم يدر بخُلد أحدهم أنّ السياره اللتي تقلّهم الى طريق المُتعه ستعود بهم مُحملّين بالفراغ 

  

 

اختفى فجأه ..


بحثوا عنه في كافة أنحاء المكان دون أن يجدوا له أثر، انتظروه عند باب الخروج

 

خرج الناس على دفعات يتضاحكون، مُنتشين بالمتعه، يمرّون على عائلة ترتجف خوفاً دون أن يلحظوا من مشاعرهم وخوفهم شيئاً 

 

أُغلقت أبواب المنتزه، تفرّق الناس وعادوا الى منازلهم، عادوا مخلّفين وراءهم عائلة أصابها هلع الفقد

 

أبلغهم الشرطي انه لا فائدة من الانتظار، وأن يعودوا للمنزل وسيتم إبلاغهم إن وجودوا أحد بمواصفاته

 

لاحَ فجر يومٍ جديد، كشيئ اعتاد عليه أصحاب تلك المدينة، الا أن فجر منزل خالتي لم يكن فيه من المُعتاد شيئ

 

رنّ هاتف الأب، حادثه الشرطي بأنهم وجدوا شخصاً لديه المواصفات ذاتها التي تم الابلاغ عنها، ذهب وكل مافيه يتمنى أن أيّاً من كان على سرير المشفى لا يمتّ له بصله 

 

الا أنّ الأماني لا تتحقق دائماً، حلت الفاجعة، لقد مات الابن في حادث سير وتوفى على أثرها 


توفي قريبي، توفي ابن خالتي ... 

 

شبح الفقد حلّ على منزل خالتي كابوساً مُزعجاً لم يستطع أحد منا الاستيقاظ منه 

 

ابن خالتي الذي فارقنا وهو في زهرة شبابه لم يتجاوز عقده الثاني من العمر كان ذكياً فطناً خجولاً هادئاً 


.

.

 

بعد تلك الحادثة بشهرين، عبرتُ طريقي المُعتاد من مقرّ عملي الى النادي الرياضي، كان الجوّ غائماً، انسابت قطرات المطر مُلامسه خدي، شعرتُ بقشعريره ولسبب لا أعرفه أتى طيف ابن خالتي، خالجني شعور عميق بالألم ..


أن تُتاح لنا فرصة عيش يوم جديد، نُلامس فيه قطرات المطر، وآخرون  كانوا لنا يوماً أحبّه قد صاروا تحت التراب طُويت لهم صفحة الحياة نهائياً 

 

فلا شمس ولا مطر، لا أمنيات ولا أحلام 

 

تفكّرت كيف أننا لا نملك ذواتنا ولا أبنائنا فهم ليسوا لنا، نحن هنا للحظات مجتمعين ومتفرقين في ذات الوقت

 

فكيف لأم أن تدع ابنها ينام بعيداً عنها، وكيف لابن أن يقضي ليلته تحت صمت الليل المُطبق، وحيداً بلا رفيق 

 

كيف نُدخل بأيدينا أحبابٌ لنا تحت التراب ونحثها عليهم ثم نتركهم وراءنا !!؟ 

 

حقيقة مؤلمه أنَّنا لا نستطيع حماية من نُحبهم من الموت مهما بلغ ارتباطنا بهم.. لا نستطيع دفع الموت عنهم وإن أتاهم وأبقى لنا أجسادهم..  فما لنا في أجساد قد فارقتها روح الحياة

 

ما بالُ جسد نائم دون حراك

 

 وما بالُ أعينٍ شاخصه تنظر الى أحبتها دون أن تُبصر دموعهم لتعود اليهم .. 

 

ما بال أعينٍ تنظرُ الينا ولا ترانا ...

0 التعليقات: