زغَاريدُ زواجِك أصمًّت أُذُنيّ

8:10 م Fatimah 0 Comments


 
 
الفرَح والبَهْجة تعمّ المكان ،،  تشعّ السعاده من أَعْين الجميع ،، تتعالى أصواتُ التبَاريكْ ،، الكل يرقص قلبه سعاده ،،
 قد حَضَر الجميع  بكامل زينتهم ،، ارتدوا افضل ما لديهم وتعطروا بأروع الأطياب  ،،  تَسَارع الكلّ لأخذ مكان يُتيح لهم طول التمعُّن في العروسين
بَدَأتْ الفِرقَه الموسيقية بعزفِ الحانِها ،، انسابت  نغمات الآلات بتجانسِ لامست الحضور فاستعدت الاجساد للتمايل على وقع الانغام المُنسابه 
 الكل متشوِّق للاستمتاع بهذه الليله الخاصه ،، الليله التي تجمع أَجْمَل عروسين في أعينْ الحاضرين ..

 ازداد انشغال الكلّ فلًمْ يلْحَظها أحد ،، لم يلْحَظ تِلك الاعين المحتضره ،، الاعين التي انهكها البكاء ،، أعين تستعد لاستقبال شبح الموت لينتزع روحها ويبقيها جسدٌ خاوي ..
 فاليوم هو يوم زواجه ،، زواجُ من أَحبّتْ ،،، زواجُ من عَشِقتْ ،، زواجُ من كان ولايزال هو الحياه التي تعيشها ،،
 الهواء الذي تتنفسه ،، الغذاء الذي يملؤ عروقها ..
تَزوّج ليتركها ذبيحه تؤنّ وحدَها ،، تزوّج ليتركها تُصارِع تشنُّجات الاحتضار ،،
 أَطْلق عَليْها رَصَاصَهْ أخْطأ فيها المقتلْ فتركها تموتُ ببطئ ..
تصْفُر رِئتيها تَسْتَنجِدُ بذرّات الأُكْسُجين ،، يَتَسارعُ  نبضُ قلبِها ..
 كيف سَيَكونُ شكله اليوم ؟؟!!
هل سيرتدي الحُلّه البيضاء ام السوداء ؟؟!!
 أيُّ ساعه ستُزيّنُ معصمه ؟؟!!
 أتلْكَ التي طالما ارتداها في جميع المناسبات التي اعتادا ان يحضُراها سويّاً ,, قد اهدته اليه والدته عند تخرجه ولا يَزَال يفخر بها ،،
 كيف سَيُسَرِّحُ شعره ؟؟!!
اعتادت ان تمشطه كلما القا برأْسِهِ على صدرها لديه ثلاث شعرات بيضاء كان يسخر بقوله انها هي من تسببت بظهورهم  بسبب تفكيره الدائم بها ..
هل سيتعطر قبل زفافه ؟؟!! ام انه سينسى كعادته دائماً !!
فقد اعتادت نسيانه واصبحت تَحْتفظُ بعطرِه المُفضّل في حقيبتها تُعطّره كلّما خَرَجا
 عندما سمعت بخبر زواجه اخرجت قنّينة العطر وتعطّرتْ بها لا تعلم لم فعلت ذلك احتاجت لشيئ منه يخبرها انه ما زال هنا مازال بجانبها  فيستحيل ان يتركها فهي التي طالما أحبّ وخطط للزواج منها ،،،
أُطفئت الانوار توقّفت الفرقه عن عزف موسيقاها ،،  أطلقت السماء صوت معزوف اخر ،، إحتبست الانفاس الكل ينظر في اتجاه واحد ، أُضيئ نورٌ باتجاه المكان الذي سيخرج منه  ،،
 خرج ،،
 خرجَ مُمْسكاً بعروسه ،، تقدّم ببطئ ،، اتسعت ابتسامته لتشمل الحضور تعالت أصوات الزغاريد 
شعرت بدُوارٍ يَدقُّ رأسها ،،  ضبابٌ كثيف يُحيط بها ،، بدأت الصورة تتلاشى من أمامها لم يبقى منها سوا طيفه ممزوج بطنين مُزعج قد أصمّ أُذُنيها
.
.
.
 FATIMA ALI

0 التعليقات: