أين هي الحياة ؟..
كم منا إقتَطَعَ
دقائق من وقته ليتأمّل في ذاته وفيمن حوله ويوجّه لنفسه سؤالاً واحداً لماذا وُجدنا
؟ ما معنى أن نكون أحياء ما معنى أن نعيش على هذه الارض ؟
لم يكن بمقدرونا إختيار
الزمن الذي نعيش فيه لم يكن بمقدورنا إختيار جنسنا ، عرقنا ، أسرتنا ، نحن وُجدنا لنكون في هذا المكان وفي هذا الزمن أُعطينا
الجسد ولم نختاره أُعطينا الوطن ولم نُسال ، لم نختار مظهرنا ، طولنا ، قبحنا وجمالنا
بدأنا حياتنا كما
بدأ غيرنا ... أطفال ،،، كبيرة الدُّنيا أمامنا مليئه بالمُتع والالوان الزاهية ،
نستخدم أولى قدراتنا في الابتكار، نبتكر طرقاً جديدة للعب والمرح فلا مكان للملل
والخوف والقلق أوالتفكير في المستقبل لا مكان لشيئ الا للعب وإطلاق العنان للخيال
وإيجاد أطفال آخرين نشاركهم تلك المُخيّلات
حتى الاطفال في
الدول التي طحنها الحرب ،، جُوّع أهلها وشُرِّدوا نجدهم لا يعرفوا الا أن يواصلوا
مهمتهم كأطفال يصنعون من حطام منازلهم أدوات للعب واللهو فالالم لم يتخلّق فيهم
بعد
يكبر الطفل قليلاً ليُصبح
مراهق ... نكتشف مع هذه المرحلة تغيّرات أجسادنا وأصواتنا نتهامس فيما بيننا بأمور
غُيّبت عن إدراكنا ، نتداولها كأسرارٍ كبيره لا يجب أن يطّلع عليها أحد فبها أصبحنا
في عالم جديد غير الذي الفناه، تتغير الافكار والاهتمامات نغوص في لذّة مشاعر
جديده تُسمى الحب ، وأخرى مليئه بالمغامره واقتحام المخاطر، نتمرد على كل شيئ ونشعر أننا نملك الدنيا نستطيع عمل ما نُريد
نغامر دون تفكير بالعواقب ... تتكرر التهورات مرارا وتكرارا حتى نملُّها فتتحول الى توافه ، كيف
لا وقد باتت المُراهقه ماضٍ خلّفناه وراء ظهورنا فنحن الان أكثر رُشدا وإدراكاً وإتزاناً في إحكام أمورنا
نلتحق بالجامعة
فنشعر بالزهو والفخر، نرسم أحلاماً حول التخرج والعمل في وظيفه تُحقق مآربنا حيث بها
نمتلك مدخولنا الخاص نعمل به ما نشاء ،، ساعة جديدة ، سيارة الاحلام ، تذاكر سفر
لدوله طالما تمنيتَ زيارتها ، بها تكبر أحلامنا وتكبر مخططاتنا ، يقترب التخرج
وتقترب أحلامنا ، نُمسك وثيقتنا بزهو وفخر نبدأ بالتقديم هنا وهناك نبحث عن أفضل
وسيله لاجتياز المقابلة الشخصية نلتحق بالدورات لنملأ بها سيرتنا الذاتية ، وننتظر
الامل بالعمل
نستقبل إتصال من
جهه توظيفيه تُخبرنا بقبولنا للعمل فيها ،، نقفز فرحاً نهلل بصخب نشتعل حماساً ،، نستعد بلبس أفضل ما لدينا نتعطر بأجود أنواع
العطور، ننظر لانعكاسنا في المرآة مرة وأخرى حتى نطمئنّ بأن كل شيء في مكانه
الصحيح ، ننال الوظيفة نوقّع العقد دون أن
نعي بأننا نوقع على عقد هلاك أرواحنا وموت مشاعرنا عقد تحويلنا من بشر اعتادوا المغامرة
الى عبيد وآلات لا همّ لها سوى التفكير في عدّ أموالها التي تقبضها في نهاية كلِّ
شهر، تتسابق للدخول في منافسات طاحنة تحاول سحق كل من حولها لاخذ المنصب الذي تظن
أنه من حقِها وحدها
يمرُّ بنا الزَّمن
فننال كل ما أردناه وحلمنا به الا السعادة ،، قد ظننّا يوماً أننا سعيدون بما نملك
لكن كل ما نملكه بات شيئا مُملاً لا طعم له ولا حياة ، أستهلكنا مشاعرنا في أمور إعتقدنا أنها ستصل بنا الى شيئ فلم نجد غير طريقٍ مُظلم ،، نتوقف قليلاً ننظر في حياتنا نقف أمام المرآة
ننظر في أعيننا نغوص في أعماقها نبحث عن بريق نسيناه منذ زمن نتأمل مظهرنا فلا نرى
سوى جسد أنهكه الركض خلف أوهام ظنّ أنها السعادة ،، جسد شاخ يًحاول التمسك ببقايا شباب
نسأل أنفسنا أين هي متعة الحياة ؟ أين هي روح المغامرة واقتحام المجهول ؟!!
نسأل أنفسنا أين هي متعة الحياة ؟ أين هي روح المغامرة واقتحام المجهول ؟!!
هل هذا ما أردناه
فعلاً ؟ هل هذا ما رغبنا فيه ؟ هل لهذا وُجدنا ؟؟
أين هي الحياة ؟؟ أين
هي متعة الطفوله ؟!! أين هي لذّة المراهقه ؟!! أين هي حماسة الشباب ؟!! ،،
فقدنا كلّ شيئ .. ولم يتبقى لنا سوى جسد خوى من الحياة وانبعثت فيه رياح الموت تُردّد صدى سؤالنا
أين هي الحياة ...
.
.
.
FATIMA ALI
فقدنا كلّ شيئ .. ولم يتبقى لنا سوى جسد خوى من الحياة وانبعثت فيه رياح الموت تُردّد صدى سؤالنا
أين هي الحياة ...
.
.
.
FATIMA ALI
0 التعليقات: