شبح العُمر ،،
يتوجّه
أبو خالد كعادته بعد صلاة الجمعه الى المتجر الصغير المجاور لمنزلهم لشراء بعضاً
من مستلزمات المنزل ،، يخرج من المتجر يمشي شارد الذهن ليجد نفسه بعد فتره يقف حيث لا
يعرف،، يتلفّت حوله يُحاول أن يميّز المكان ، ينظر الى المنازل المتشابهه ، هل ذهب للحيّ
الخطأ ؟!! اختار أحد الطرق عشوائياً ومضى بها علّها تُقلّه الى وجهته ، يضيع أكثر وتتشابه
عليه الطرقات
يتوقّف
في حيره واضطراب ، كيف ينسى منزله ؟! كيف ينسى أين يسكن ؟! عاش هنا جلّ عمره والآن هو
لا يعرف أين يقف ،، حاول مره أخرى كفرصه يائسه لمعرفة الطريق ،، فتّش في جيبه لم يكن يحمل هاتفه اعتاد على تركه في المنزل عند ذهابه الى الصلاة، أكمل سيره الى أن شعر بالتعب
جلس
الى حافة الطريق ،، لقد حدث ماكان يخشاه ،، هاهو النسيان قد بدأ يستشري فيه ،، ذاكرته
التي طالما تباها بها هاهي تحزم أمتعتها وتهجره ، بات لا يذكر الطريق المؤدّي الى منزله
الذي عاش فيه سنواتٍ عدّه ، ابتسم لنفسه في حزن لقد بدأ يشيخ فعلاً لا مفرّ من مواجهة
الحقيقه تأمّل يده المُمسكه بالكيس امتلات بالتجاعيد و التصبغات وأصبحت أكثر خشونه ،،
امتنع لفتره طويله عن التدقيق في التغيّرات المُزعجه التي طرأت عليه وأخذت بالتفشّي ،
يرفض فكرة انه أصبح مُسناً وسيعتريه ما يعتري أمثاله من المسنّين
يكره
الاعتراف بحقيقة أنه يكبر لا يريد لصحته أن تتدهور لا يريد للنسيان أن يفتك به لا يريد
حاجته للغير أن تزداد ،، يُريد أن يظلّ كما كان الرجل القوي الذي يُقدّم العون للغير لا
العكس
" عم أبو خالد ؟!"
نظر أبو خالد الى مصدر الصوت كان
يقف أمامه شاب ابن أحد جيرانه
" خير يا عم ؟ تحتاج مساعده ؟"
" لا ، كنت أتمشى وقلت لأستريح قليلاً، الى أين أنت
ذاهب ؟ "
"
الى المسجد اقترب وقت صلاة العصر"
" حسناً،، سآتي معك "
أسنده
الشاب بذراعه ليقف ، رافقه الى المسجد حيث منزل أبو خالد المفقود
0 التعليقات: