لعنة الأرقام

5:36 م Fatimah 0 Comments



تدخل الى صالة الأفراح المُكتظّة، تتجه أنظار الحضور اليها

 تبدأ الالسن تتهامس، يتم تقييمها من أعلى رأسها حتى أخمص قدميها

ما قيمة الحقيبة، المجوهرات، الحذاء

تهمس إحداهنّ أن ما ترتديه تلك البائسة لا يتخطّى كونه تقليد فهي لا تملك القيمة الحقيقية لتدفع ثمنهم

 الكلُّ يهمس، والجميع يُقيّم
.
.

يدخل الشاب الى القاعة المُمتلئة، فتبدأ الألسن بطرح السؤال

 هل تخرجت ؟

فلا يملك سوآ خيارين للإجابة إن كانت بـ "نعم" فتأتيه الأسئلة تباعاً سريعة مُباغته

هل توظفت، تزوجت، أنجبت 

فإن تجرّأ وأخفق بالإجابة على إحداهنّ فيتم اتهامه بالخروج عن القيم فكيف لمن وصل لهذا العمر أن يتخلّف عمّا وصل اليه القطيع

إنها لعنة الأرقام التي جعلها الآخرون مقياس للنجاح والرُقيّ واستحقاق الاحترام 

نلهث خلف الحصول على قبول من حولنا بمُحاولة انتزاع أرزاق لم يحن أوانها بعد

ترتعد فرائصنا خوفاً من عمر يركض تاركاً أرواحنا تشيخُ خلفه، العيون تُقيّم أوضاعنا على حسب أرقام لا ناقة لنا فيها ولا جمل

أن نعيش وفق نموذج العمر المُعطى

حتى الموت هناك نموذج لعمر حُدّد مُسبقا، فإن لم تمت في العمر المُحدّد نظر اليك الكل شزراً، فكيف لك أن تخترق قواعد وُضعت لا تقبل التمرّد فتظلّ تستهلك من أكسجين الحياة ما يلزمهم لإبقاء أبنائهم على قيد الحياة، فلقد استهلكت ما يكفي منها وحان وقت كفّك عن ذلك

نُصاب بالخوف بالقلق بالاكتئاب لأننا بدأنا نتخلّف عن معايير قبولنا كأفراد نستحقّ الاحترام 

فنقع فريسة لتلك الأرقام الواهية، نفقد السيطرة على تفكيرنا السليم لتسيير حياتنا كيفما نشاء

خلقوا من الأرقام لعنات تُلاحقنا أينما كنّا، شوّهت أيامنا وسلبتها نكهتها التي تُميّزها 

فلنعش حياتنا كما نرغب، ولنتمرّد على لعنة أرقام وُضعت لإيذائنا

  فالدنيا قصيره ولا أحد يستحق  

.
.

FZ


0 التعليقات: