المنزل الخشبي
مشت ببطئ حذر بين الاشجار المرتفعه،، ترتطم الرياح بالاغصان اليابسه مُصدره ما يشبه أصوات الاستغاثة،،
تلفّتت حولها تبحث عن مأوى،، جالت ببصرها حول المكان، وقعت أنظارها على منزل خشبي،، يقبع وحيداً وسط الاشجار يقف في شموخ مُقاوماً عوامل الزمن ،، اقتربت منه بحذر،،
ارتقت درجاته الثلاث نحو شرفة
متوسطة الحجم تحوي على يسارها منضدة و كرسي مصنوع من الخيزران ،،
اهتز الكرسي بفعل الريح فزعت تنظر اليه ،، توقفت أما الباب ،، هل تطرقه أم تدخل مباشره،،
أرهفت حسها لا يوجد سوى صوت الريح أدارت المقبض استسلم لها مُصدراً صرير إحتجاج على إزعاجه بعد سنوات من الرقاد طويل ،،،
المكان مُظلم،،
بحثت عن زر الاضائة ،، أنارت الغرفه لتكشف لها عن بهو صغير به أريكه تقبع أمام موقد للنار ،، على الجانب الاخر يوجد مايشبه المطبخ الصغير ،، يحوي بعض أدوات الطبخ تفحصت المكان، محاولة تمييز وجود أي صوت يدل على وجود شخص ما
تقدمت ببطئ يؤنّ الخشب من تحت قدميها ،، أرهفت الحس محاولة الاستماع لصوت حياة في المنزل،، الهدوء وحده كان جوابها،،
تحتاج أن تمكث اليوم فيه فوجودها بالخارج ليس آمنا لها،،
فتحت الباب الاخر لتقابلها غرفة يتوسطها سرير على يساره خزانة ملابس ، تجوّلت في أرجاء الغرفة ،، فتحت الخزانه كانت خاليه الا من بضع ملابس ذكورية، اتجهت الى النافذه عجزت عن الرؤيا من خلالها بسبب الاتربه ،، شدتها الى اعلى ،، أبت ان تطيعها ،، حاولت بقوه حتى أذعنت لها، ارتفعت الى الاعلى متيحه لها الفرصه للنظر الى الخارج ،
أطلت عليها الاشجار الطويله وقد اكتست باللون الاحمر فالشمس على وشك الغروب ،،كان مشهدا شاعرياً كم تعشق الغروب تحنو الشمس بأشعتها تلامس برقه مُحبيها، تُغادر خجله موعوده بيوم جديد ،، أطالت النظر فشدّها شيئ ما،، هناك عند أحد الاشجار تقف فتاة صغيره تنظر اليها ،، مرتديه فستان أزرق تمسك بعروسها،،
اهتز الكرسي بفعل الريح فزعت تنظر اليه ،، توقفت أما الباب ،، هل تطرقه أم تدخل مباشره،،
أرهفت حسها لا يوجد سوى صوت الريح أدارت المقبض استسلم لها مُصدراً صرير إحتجاج على إزعاجه بعد سنوات من الرقاد طويل ،،،
المكان مُظلم،،
بحثت عن زر الاضائة ،، أنارت الغرفه لتكشف لها عن بهو صغير به أريكه تقبع أمام موقد للنار ،، على الجانب الاخر يوجد مايشبه المطبخ الصغير ،، يحوي بعض أدوات الطبخ تفحصت المكان، محاولة تمييز وجود أي صوت يدل على وجود شخص ما
تقدمت ببطئ يؤنّ الخشب من تحت قدميها ،، أرهفت الحس محاولة الاستماع لصوت حياة في المنزل،، الهدوء وحده كان جوابها،،
تحتاج أن تمكث اليوم فيه فوجودها بالخارج ليس آمنا لها،،
فتحت الباب الاخر لتقابلها غرفة يتوسطها سرير على يساره خزانة ملابس ، تجوّلت في أرجاء الغرفة ،، فتحت الخزانه كانت خاليه الا من بضع ملابس ذكورية، اتجهت الى النافذه عجزت عن الرؤيا من خلالها بسبب الاتربه ،، شدتها الى اعلى ،، أبت ان تطيعها ،، حاولت بقوه حتى أذعنت لها، ارتفعت الى الاعلى متيحه لها الفرصه للنظر الى الخارج ،
أطلت عليها الاشجار الطويله وقد اكتست باللون الاحمر فالشمس على وشك الغروب ،،كان مشهدا شاعرياً كم تعشق الغروب تحنو الشمس بأشعتها تلامس برقه مُحبيها، تُغادر خجله موعوده بيوم جديد ،، أطالت النظر فشدّها شيئ ما،، هناك عند أحد الاشجار تقف فتاة صغيره تنظر اليها ،، مرتديه فستان أزرق تمسك بعروسها،،
طفلة
وحدها في الخارج ؟؟ من هي وماذا تفعل هناك،، هل هي صاحبة المنزل قد أتت برفقة أهلها ؟
نظرت مطوّلاً لم يظهر أحد اخر ،، والطفله لاتزال في مكانها تنظر اليها،، هل تحتاج الى مساعده ربما تكون قد أضاعت عائلتها،، خرجت من المنزل متجه اليها،، وصلت الى المكان الذي رأت فيه الطفله أدارت عينيها حول المكان لم يكن هناك احد ،،نظرت الى نافذة الغرفه حيث كانت تقف
نظرت مطوّلاً لم يظهر أحد اخر ،، والطفله لاتزال في مكانها تنظر اليها،، هل تحتاج الى مساعده ربما تكون قد أضاعت عائلتها،، خرجت من المنزل متجه اليها،، وصلت الى المكان الذي رأت فيه الطفله أدارت عينيها حول المكان لم يكن هناك احد ،،نظرت الى نافذة الغرفه حيث كانت تقف
متأكده
أنها رأت الطفله لا يمكن أن تكون قد تخيّلت ذلك،، واصلت البحث ،، "مرحبا هل
هناك أحد؟"
كان
الصمت جوابها ،، عادت الى المنزل ونظرت من
خلال النافذه مرة أخرى ، كان المكان خالياً ،، قالت لنفسها "ربما
الارهاق"
توجهت
الى السرير ،، نفضت اللحاف، أمعنت النظر في الفراش محاوله التاكد من عدم وجود
مخلوقات غريبه، تكره الحشرات، وفي مكان مهجور كهذا قد تجد أي شيئ ،، بعد أن تأكدت
من سلامته وخلوه من أي شيئ مريب،، القت بجسدها المنهك، تحتاج لبعض الراحه فقد أعياها
التعب ،، أخذت تفكر في الفتاة التي رأتها حتى غلبها النُعاس
************
ضحكات
تتعالى ،، وجوه تظهر وتختفي ،،
" سوزان إنتظريني"
تقذفها
ببالونه مليئه بالماء ، تبتلُّ ملابسها، تضحك،، تهرب منها مُسرعه حتى لا تلحقها
"سأنتقم
منك ، إنها ملابسي الجديده"
"الحقيني هياا إن استطعتي"
تركُض
خلفها متوعّده،، تسمع صوت إرتطام خلفها،،
تلتفت ،،
استيقظت من نومها فزعة كان المطر يضرب بقوه على زجاج النافذه ،،
نظرت الى قطرات المطر ترتطم بزجاج النافذه ثم تُكمل طريقها نزولا حتى تختفي وتعلوها واحده أخرى
تلتفت ،،
استيقظت من نومها فزعة كان المطر يضرب بقوه على زجاج النافذه ،،
نظرت الى قطرات المطر ترتطم بزجاج النافذه ثم تُكمل طريقها نزولا حتى تختفي وتعلوها واحده أخرى
نهضت
من سريرها لتُحكم إغلاق النافذه
أتاها صوت فرقعه قادمه من البهو
،، تسمّرت في مكانها نظرت الى الباب أرهفت حسّها وكتمت أنفاسها مرة فتره دون أن تسمع
صوتاً آخر ،، خرجت من غرفه النوم تبحث عن مصدر الصوت ،، لا يوجد أحد ،، لابُدّ أنها الرياح لا شك بذلك ،، عادت الى الغرفه
،، فوجدت الفتاه تقف قرب النافذه
إنتفضت
في ذعر ، "كيف دخلتي الى هنا؟"
تحركت
شفاه الطفله بكلام عجزت عن سماعه،، "لا أفهم ماذا تقولين" ،، تتعالى الاصوات
حولها أمسكت برأسها في الم وأصوات الطنين تكاد تعصف بها وشفاه الفتاة ماتزال
تتحركان ،،
إستيقظت
فزعه ،،
" يا الهي إنه حلم "
التقطت أنفاسها في صعوبه، تحسّست العرق وقد بلّل جبينها، نظرت الى النافذه مازال الظلام يُخيّم على المكان ،، عجزت عن النوم ظلّت مُستيقظه تنظر تاره الى الباب وتاره الى النافذه ،، بدأ النوم يُغالبها وتقاومه حتى استسلمت لنداءاته ،، وغطّت في نوم عميق
" يا الهي إنه حلم "
التقطت أنفاسها في صعوبه، تحسّست العرق وقد بلّل جبينها، نظرت الى النافذه مازال الظلام يُخيّم على المكان ،، عجزت عن النوم ظلّت مُستيقظه تنظر تاره الى الباب وتاره الى النافذه ،، بدأ النوم يُغالبها وتقاومه حتى استسلمت لنداءاته ،، وغطّت في نوم عميق
شعرت
بدفئ أشعّة الشمس تُداعب وجنتيها،، فتحت عينيها بتكاسل ظلّت في مكانها تتأمّل الشمس
،، قاومت كسل جسدها ونهضت توجهت الى النافذه ،،
"يا لجمال المكان"
تذكّرت الاحلام المزعجه التي باغتتها بالامس ، كانت ليله مليئه بالكوابيس ،، خرجت من الغرفه واذ برائحة الطعام تملؤ المكان ،، توجهت الى حيث يُطبخ الاكل ، أتاها صوت من خلفها
"يا لجمال المكان"
تذكّرت الاحلام المزعجه التي باغتتها بالامس ، كانت ليله مليئه بالكوابيس ،، خرجت من الغرفه واذ برائحة الطعام تملؤ المكان ،، توجهت الى حيث يُطبخ الاكل ، أتاها صوت من خلفها
"لقد استيقظتي أخيرا"
نظرت
خلفها فزعه
" رأيتكِ مُستغرقه في النوم فلم أشأ إزعاجك"
توجّه
الى الفرن يُكمل إعداد الطعام ،، أخذ الاطباق وقام بملئها ،، وضعها على الطاوله،،
جلس على أحد المقاعد وبدأ بتناول طعامه ،،
تسمّرت
في مكانها تنظر اليه
"
إذا كنت جائعه فيمكنك مشاركتي الطعام"
“من أنت ؟”
“السؤال الصحيح هنا
هو من أنتي، فهذا منزلي وأنتي الدخيله"
" لم يكن أحد موجودا بالامس
وكان الباب مفتوحا "
" نعم كانت لدي أعمال في المدينه ولم أعد حتى الفجر وعادة لا أبالي بإقفال بابي فلا أحد يمرّ من هنا "
" أنا آسفه كنت مُتعبه واحتجت الى مكان لأبيت فيه "
" أنا آسفه كنت مُتعبه واحتجت الى مكان لأبيت فيه "
" ماذا حدث ؟ "
" أضعت طريقي ثم تعطّلت سيارتي ولم أستطع إصلاحها ،، الشبكه هنا ضعيفه فلم أتمكّن من الاتصال بأحد كان الظلام على وشك أن يحلّ فخرجت أبحث عن مكان آمن ،، خشيت أن تاتيني الذئاب "
" لا يوجد ذئاب هنا "
" شكراً لإخباري "
"هل سيارتك هي البيضاء المركونه عند الشارع الرئيسي"
" نعم هي "
" حسناً، تناولي إفطارك
وسنذهب سوياً لاصلاحها "
" شكرا،، كم الساعه الان؟ "
"
العاشره صباحاً "
تناولت
معه الافطار، تنبّهت إلى أنها لم تاكل شيء منذ عصر أمس كانت جائعه تناولت طعامها بنهم
قالت من بين طعامها "وهل تسكن هنا وحدك"
"نعم"
"ليس لديك عائله"
أجاب
في وجوم "لا"
"وماذا تعمل؟"
"الم
تري المزرعه أثناء عبورك، أم أنك كنتي على عجله من أمرك لاقتحام منزلي"
"كانت
الشمس على وشك المغيب وكنت خائفه فلم الحظ أي مزرعه، وأنا لم أقتحم منزلك فقد كان الباب
مفتوحا "
" حسناً،
أسرعي لانهاء فطورك كي نرى مشكلة سيارتك "
" أين هي دورة المياه ؟ "
" في الخارج "
إصطحبها
الى المكان
نظرت
بداخله ، مكان بالكاد يُطلق عليه حمام ، وكأن من بناه كان على وشك التغوّط على
ملابسه فبناه على عجل، صغير الحجم بالكاد يتّسع لشخص متوسط الحجم ، يقبع مائلاً
يعجز عن الاستقامه، لا يضُم سوى مرحاض بلا أي أدوات أخرى لا ماء ولا مناديل
"هل
تسمّي هذا حمام"
"إذا
أردتي أو يمكنك قضاء حاجتك في الخارج "
حدقت
فيه بامتعاض
"أنا
أعطيك الخيارات" ، ثم ذهب وتركها
صرخت
" وأين سأغتسل، لا يوجد مياه "
"اغتسلي
هنا " مشيراً إلى وعاء به ماء وبجانبه كأس
والصابون؟
بداخل
المنزل
حشرت
نفسها بداخل الحمام ، وأغلقت الباب
دفعت
الباب بقوّه حتى خرجت من الحُجره الضيقه ،،
"يا الهي كيف يعيش هذا الرجل "،،
أخذت
الكأس ملأته بالماء من الوعاء سكبته على يديها ثم عادت الى المنزل ،
"
أين الصابون" ، أشار دون أن ينظر اليها الى مكانه ، وقفت تغسل يديها، تجوّلت بنظرها حول المنزل، لم تره جيداً عندما حضرت بالامس فقد كانت
مُتعبه
على
الجدران عُلّقت رؤوس لأنواع مُختلفه من الحيوانات .. غزال وماعز وذئب ينظر بشراسه على استعداد أن ينقضّ على أحد، على
الجانب الاخر يوجد لوحه لرجل كهف بقطعة قماش واحده تغطي جزءه السفلي يمسك رمحاً
بيد وبيده الاخرى غزال ينظر بتفاخر لصيده الثمين
نظرت
اليه "هل تُحب الصيد"
"نعم"
"وماذا
تصطاد"
"الغزلان
والارانب"
"لم
أذق طعم غزال من قبل"
"لا
أملك الان لحم غزال"
"لم
أقل أني أريد، قلت فقط أني لم أذقه من قبل"
"منذ
متى وأنت تعيش في هذا المكان ؟ "
"هل
انتهيت من غسل يديك "
"نعم"
"اذا
اغلقي صنبور الماء ودعينا نذهب"
"هل
هذه هي المزرعه" ، قالت وهي تشير الى رؤوس قمح تلوح من بعيد
"نعم"
"وماذا
تزرع؟"
"القمح
والذره"
مشت
برفقته في طريق سالك مُختلف عن الطريق الوعر الذي سلكته بالامس، طال الطريق حتى
لاح لها من بعيد الشارع الرئيسي
"لم
أنتبه الى أني مشيت كل تلك المسافه"
وصلا
إلى الشارع ورأت سيارتها متوقفه على حافة الطريق
اتجهت
برفقته اليها ،، أخرجت المفتاح من حقيبتها وفتحت الباب فتحت له السياره من الامام
، رفع الغطاء ووضع المزلاج ليبقيه مفتوحا، تفحص محرك السياره والزيت
صرخ
لها أديري مفتاح التشغيل ،،أدارت المفتاح ولم تعمل السياره أعادت المحاوله دون أن
يستجيب المحرك لها
"حسنا
يوجد محل صيانه سيارات يبعد عن هنا مسافه عشر دقائق"
"وكيف
سنصل اليه"
"انتظري
هنا ، سأحضر شاحنتي ونذهب سوياً لمحل الصيانه نحضر سياره لسحب سيارتك"
قالت
باستنكار "أنتظر هنا وحدي"
نظر
اليها بطرف عينه "لن يخطفك أحد"
ابتعد
حتى اختفى بين الاشجار
دلفت
الى داخل السياره وانتظرته هناك ، تذكرت هاتفها المحمول فأخرجته وحاولت التقاط
إشاره دون فائده ،، خرجت من السياره واتجت الى مكان مرتفع ،، لم تستطع التقاط أية
اشاره ،، والبطاريه تشير الى قرب نفاذها
"تباً"
عادت
الى السياره بانتظار مجيئ الرجل الذي لم تتعرف حتى على إسمه
أسندت
رأسها إلى الخلف وهي تتأمل منظر الجبال تزينها الاشجار ،، الجو في هذا
الوقت من السنه يكون بارد وتكثر الامطار لكن عندما تسطع الشمس تتحول الاجواء الى
وقت مناسب للتنزه، وهذا ماكانت تفعله ، أخذت إجازه من عملها وقررت أن تتجول لوحدها
تتنزه حول منطقه جبليه للترويح عن نفسها، ولم يخطر ببالها أنه سيحدث امرا كهذا ينغّص
عليها رحلة الاستجمام
تأمّلت
الغيوم وهي تتخيلها أشكالاً،
مهاره تمارسها منذ طفولتها عندما كانت تفترش الارض مع أختها ينظران الى الغيوم وكل واحده تستخرج شكلاً ، أرنب ، سلحفاه ، عروس ، خيل يمتطيه فارس والعديد من الاشكال التي لا حصر لها ، ابتسمت وهي تتذكر تلك الفتره من حياتها تذكرت أختها التي غادرتهم باكراً فلم تنعم بحياة طويله
تمنّت لو أنها رحلت معها في تلك الحادثه الاليمة ، فبعد رحيلها لم يعد شيئا كما كان، كل شئ بات مُختلفاً ..
كل يوم عندما لا تجد والدتها تعرف أين تكون ،
تُحاول هي رغم صغر سنّها أن تخفف عن والدتها ذلك الالم ولو احتاجت أن تحمله عنها ، فلا تتحمل رؤيتها بهذا الحزن تقترب منها فتحضنها وتبكيان سوياً
مهاره تمارسها منذ طفولتها عندما كانت تفترش الارض مع أختها ينظران الى الغيوم وكل واحده تستخرج شكلاً ، أرنب ، سلحفاه ، عروس ، خيل يمتطيه فارس والعديد من الاشكال التي لا حصر لها ، ابتسمت وهي تتذكر تلك الفتره من حياتها تذكرت أختها التي غادرتهم باكراً فلم تنعم بحياة طويله
تمنّت لو أنها رحلت معها في تلك الحادثه الاليمة ، فبعد رحيلها لم يعد شيئا كما كان، كل شئ بات مُختلفاً ..
منزلهم فقد بهجته ، زالت منه الوان الحياة
أمّها شاردة الذهن، حزينة طوال الوقت تمكث ساعات على فراش ابنتها الراحله تبكي فراقها تُخرج ملابسها من الخزانة تشمّها تحتضن العابها، تفرد صورها وتنظر اليها مطولاً
كل يوم عندما لا تجد والدتها تعرف أين تكون ،
تُحاول هي رغم صغر سنّها أن تخفف عن والدتها ذلك الالم ولو احتاجت أن تحمله عنها ، فلا تتحمل رؤيتها بهذا الحزن تقترب منها فتحضنها وتبكيان سوياً
لقد
عرفت معنى الالم مُبكراً ، معنى الحزن، معنى أن يُفارقك شخص قريب الى الابد،
والدها دائماً يقول لها أن أختها لم ترحل بل مازالت روحها معهم تنظر اليهم وتسمع حديثهم، آمنت بكلامه فأصبحت تُحادث روح أختها قبل أن تنام تُسرد لها أحداث يومها وتتخيّلها تضحك لمواقفها ولكن هذا لم يخفف المها بل زاده فالحديث من طرف واحد دون صوت يقتل
والدها دائماً يقول لها أن أختها لم ترحل بل مازالت روحها معهم تنظر اليهم وتسمع حديثهم، آمنت بكلامه فأصبحت تُحادث روح أختها قبل أن تنام تُسرد لها أحداث يومها وتتخيّلها تضحك لمواقفها ولكن هذا لم يخفف المها بل زاده فالحديث من طرف واحد دون صوت يقتل
بعد
ذلك اليوم المشؤوم أصبحت والدتها تُبالغ في حمايتها خوفاً من فقدها تقسو عليها اذا
ما حاولت خوض
مغامره ما ، تصرخ بها وهي تبكي هل تريدين أن تموتي مثل أختك، في أيام كثيرة تمنت لو أنها لحقت بأختها ولم تعش خائفه من موت يلاحقها في نظرات والدتها أينما ذهبت
مغامره ما ، تصرخ بها وهي تبكي هل تريدين أن تموتي مثل أختك، في أيام كثيرة تمنت لو أنها لحقت بأختها ولم تعش خائفه من موت يلاحقها في نظرات والدتها أينما ذهبت
تنهّدت
في ضيق وهي تتذكر تلك المرحلة من حياتها ،،
"مرحباً،،
هل مازلتي على قيد الحياة "
تنبّهت
على صوته ونظرت اليه بداخل شاحنته، أخذت حقيبتها وذهبت برفقته
كانت السياره مُتسخه، بقايا من أوراق وعلب المشروبات مُبعثرة حول أرضية السياره ، نظرت اليه
"شاحنتك
بحاجه الى تنظيف "
لم
يجيب
"هل
لديك شاحن لهاتفي"
لا
استخدم الهواتف المحمولة
"لا
تملك واحداً؟"
"لا"
"وهل
مازال بيننا كائنات بشرية تعيش دون هواتف محمولة ؟!! "
أخذت
تتامله لاول مره، يظهر من شكله أنه في أواخر الثلاثينات من عمره، كثّ الشعر
واللحيه، شعيرات بيضاء تنتشر تحاول اثبات وجودها وسط علامات الاهمال البادية،، لن تتعجب وجود آلاف من القمل محشورة في مكان
ما بداخل شعره،
يرتدي أسوارة نسجت من خيط قُطني بلون وردي وآخر بنفسجي يربطها في أحد معصميه ويرتدي ساعة جلد في المعصم الاخر
يرتدي أسوارة نسجت من خيط قُطني بلون وردي وآخر بنفسجي يربطها في أحد معصميه ويرتدي ساعة جلد في المعصم الاخر
يضع
على المرآه الاماميه قلاده طويله من الاصناف التي يُحفظ بداخلها صوره للذكرى ،،
أرادت أن تفتحها وتنظر بداخلها لكنها لم تجرؤ
""هل
أثرت إعجابك"
"ماذا"
نظر
اليها بسخريه " لماذا تُحدقين بي "
أشاحت
بوجهها بعيداً وقد احتقن لونها
نظرت
الى خارج النافذه وتأمّلت الطريق
أخذ
الطريق أكثر من عشر دقائق حتى وصلا
قال
لها آمرا "إنتظري هنا"
ترجّل
من شاحنته وتوجّه الى أحد الرجال ، يتضح أن بينهما معرفه مُسبقه ، تبادل معه أطراف
الحديث ، تقدم اليهما رجل ثالث واستمروا بالحديث والضحك حتى خشيت أن يكون قد نسيها
انتظرت بنفاد صبر دون أن يعيرها أحدا انتباهاً، مالت الى مقود السياره وأطلقت البوق لتلفت انتباهه
نظر
اليها الرجال الثلاث في آن واحد
قرب منها "ماذا تريدين"
"أنا
مازلت هنا أم أنك نسيت" ،
عاد الى مكانه متجلاً تعليقها
قالت
في غضب " يا لرجال الكهف "
بعد
لحظات أتى أحد الرجال يقود ناقله لحمل السيارات ، ركب الرجل الشاحنه وتقدمه ليدلّه على
الطريق
بعد
أن وصلوا الى حيث تقف السياره ، فحصها العامل وقرر أخذها معه الى الصيانه، أخرجت أمتعتها الخاصه بها من الباب الخلفي ، سُحبت سيارتها الى الناقله ثبّت كفراتها،
وغادر
نظرت
الى الرجل "والان ماذا "
"تنتظرين
الى الغد حتى يتم الانتهاء من تصليحها "
"وأين
سأمكث هذه الليله" ،
"يوجد فندق قريب يمكنك الاقامه فيه ، أم
تريدين العوده معي"
"العوده
معك في منزلك الغريب، هذا مستحيل"
"جيّد
أنا أفضل ذلك أيضا "
"هل
ستقلني الى هناك"
ردّ
في ضيق "لا بأس"
"سأدفع
لك مقابل المشوار"
"لا
أحتاج الى مالك "
ركبا
مرة أخرى واتجه بها الى أحد الفنادق القريبه
شكرته
على مساعدته ،، سلمها ورقه مكتوب بها عنوان محل صيانة السيارات ، "استقلي
سيارة أجرة في الغد وسلميه الورقه ليوصلك الى العنوان"
"حسنا
شكرا لك"
أغلقت
الباب وتوجهت الى الفندق
لم
يكن الفندق المزعوم سوى مبنى قديم يتضح من شكله أنه كان منزلاً يملكه غريب أطوار آخر قرر تحويله الى نُزل،
تقدمت الى حيث تقف موظفة الاستقبال كانت عجوز في الثمانين من عمرها على أقل تقدير،
تقدمت الى حيث تقف موظفة الاستقبال كانت عجوز في الثمانين من عمرها على أقل تقدير،
"مرحبا"
"اهلا"
"هل
لديك غرفه شاغره لليله واحده"
"نعم
، بقيمة 106 دولار "
"ماذا؟ هذا كثير"
"هذه
الوحيده المتوفّرة"
"ولم
هي باهظه الثمن"
"لانها
في الطابق العلوي تطل على منظر خاص"
"منظر
خاص ؟"
تنهّدت بضيق، لا تملك حلا آخر عليها أن تمكث فيها حتى صباح الغد
أخرجت البطاقة وسلمتها اليها
نظرت
اليها دون أن تاخذ البطاقه "هنا لا نأخذ سوا عملات نقديه "
"
ولاكن لا أملك المبلغ المطلوب "
"
اذاً نعتذر عن استضفاتك لدينا "
"
هل يوجد جهاز صراف آلي هنا "
"لا "
أعادت
الفيزا الى محفظتها وخرجت تبحث عن جهاز الصراف الآلي، لم يكن هناك أية أجهزة الى
حد ما سمحت لها عينيها بالنظر
"
يا الهي ماذا سأفعل الان "
بحثت
في المكان حتى وجدت الرجل في أحد الحانات القريبه، شعرت وكأنها طفل ضائع قد وجد
أباه،، هرعت اليه ،، نظر اليها بلا مبالاه وأكمل متابعة المباراه
"جلست
بجانبه ، هل لديك مبلغ تُقرضني اياه"
"لا"
"سأعيده
لك"
"قلت
لا أملك"
"هل
يوجد جهاز صراف آلي قريب من هنا "
"لا
أعلم، إبحثي"
"بحثت
ولم أجد"
"إذا
لا يوجد"
تنهّدت
في ضيق، "وماذا سأفعل الان"
نظر
اليها "وما شأني اقتحمتي منزلي ونمتي على فراشي، ذهبتُ بك الى محل إصلاح
السيارات ونقلتك الى الفندق يكفي ما قدمته لك"
"
قلت لك للمرة المليون أنا لم أقتحم منزلك، لقد كان الباب مفتوحاً "
وأضافت
بعد تردّد " هل تأخذني معك الى المنزل "
"
منزلي مُخيف وبه حمام لا يُليق بمكانتك "
"
لا بأس سأتحمّل "
نظر
اليها " سأقبل بك في منزلي ولكن بشرط"
"ماهو"
"
أن تُغلقي فمك وتكفّي عن إزعاجي بتذمرك وأسالتك "
" موافقه "
"
حسنا انتظري ريثما تنتهي المباراة "
عاد يُحدق في شاشة التلفاز وهو يحتسي شرابه
عادا
الى المنزل بعد أن خسر فريقه المُفضّل
أوصلها للمنزل وغادر لقضاء أعماله
أرادت إظهار الامتنان له بقبول مكوثها في منزله للمره الثانيه، فقامت أثناء خروجه بترتيب المنزل ونفض الغبار وإعادة ترتيب ما وجدته ممن يمكن أن يسمى إكسسوارات
قالت
لنفسها بتذمّر كيف لرجل أن يعيش في منزل دون تلفاز؟ هو أيضاً لا يملك هاتفا محمولا؟
يعيش هنا منعزلا عن العالم الخارجي في بيت شبه خرب، وحمام بالكاد يُمكن للمرء أن
يقضي فيه حاجته
القت
نظره من بعيد على المنزل ولاحت نظرة رضا على مُحيّاها ،، سيكون سعيدا بأن نظفت له
قاذوراته، خرجت تتجوّل في الفناء الخارجي بدأ الجوع يقرصها انتظرت الى أن عاد
نظر
الى المنزل في ذهول ، ماذا فعلتي؟
قالت بفخر "لقد أعدت تأهيل منزلك الى مكان يناسب إقامة البشر"
قالت بفخر "لقد أعدت تأهيل منزلك الى مكان يناسب إقامة البشر"
"ومن
أعطاك الاذن لفعل ذلك "
"ماذا ؟ "
" من سمح لك بالعبث في منزلي ؟ الم
أقل لك الا تتدخلي في شؤوني"
"وهل
هذا جزاء من تُحاول تحويل حظيرتك التي تعجز حتى البهائم على الاقامة بها لمنزل بشري"
نظر
اليها بقسوة " إسمعي لقد أبقيتك معي تعاطفا معك، أحذّرك أن تتصرفي بشيئ دون
أذني، والا أقسم لك إن تخطيتي حدودك سأرميك في الخارج ولتذهبي الى الجحيم، هل فهمتي"
صُدمت من ردّت فعله الغاضبه، صمتت
ولم تُجب، شعرت بالاهانه، خرجت الى خارج المنزل لفحها هواء
بارد، ضمّت ذراعيها الى صدرها ، نظرت الى الاشجار الشاهقه تُخبئ الشمس بين أغصانها،
كان الهدوء مُريح جداً، لكن رغم كل ذاك الجمال كانت تعلم أن العيش فيه لشخص وحيد
موحش جداً
بعد
لحظات تبعها الى حيث تقف ،، قال بصوت يشوبه الندم "أشكرك على ما فعلتي لكني
مُعتاد على حياتي كما هي منذ سنوات ولم أعتد أن يُغيرها أحد"
"أنا
آسفه أظن أني تجاوزت حدودي"
"
الجوّ بارد، و طعام العشاء على وشك النضج "
تبعته
الى داخل المنزل ، كانت الرائحه شهيه ، قالت لنفسها جيد أنه يجيد شيئا على أقل
تقدير
"هل
أساعدك في إعداد الاطباق"
"حسنا"،،
أعدت
الاطباق ووضعت الملعقه والشوكه بجانب كل طبق بحثت عن الكؤوس فلم تجدها،
سألت " أين أجد الكؤوس ؟"
سألت " أين أجد الكؤوس ؟"
"بداخل
الغُرفه في الدرج السفلي أخبئها هناك"
توجّهت
الى الغرفه فتحت الدرج الذي أشار اليه فوجدت ما سألت عنه ،، لمحت في الأسفل مايُشبه الالبوم
،، لم تستطع منع فضولها من استكشافه ،،
نظرت الى الباب ،، كان مشغول في إعداد العشاء ،، نظرت الى الالبوم مره أخرى وهي مُتردده هل تفتحه ام لا ،،
نظرت الى الباب ،، كان مشغول في إعداد العشاء ،، نظرت الى الالبوم مره أخرى وهي مُتردده هل تفتحه ام لا ،،
قررت
فتحه ،، كان الالبوم يحوي صور له ومعه امرأه يبدو أنها زوجته السابقه،
تجمّدت نظراتها ،، لا تصدق ما رأته ، هناك بجانب آدم فتاة صغيرة هي ذات الفتاة التي شاهدتها قبلاً ،،
انتفض قلبها في خوف
تجمّدت نظراتها ،، لا تصدق ما رأته ، هناك بجانب آدم فتاة صغيرة هي ذات الفتاة التي شاهدتها قبلاً ،،
انتفض قلبها في خوف
" يا
الهي لا بُدّ أنّي أحلم "
أتاها
صوت غاضب من خلفها "ماذا
تفعلين ؟"
أطبق
يده على معصمها وشدها اليه في عُنف متعَمّد سحب منها الالبوم
قالت
وهي ترتجف " من هذه الفتاة "
نظر اليها " أنتي فعلا لا تفهمين معنى عدم العبث في أملاك الاخرين "
صرخت
" أخبرني من هي تلك الفتاة " وأشارت الى الالبوم
أضافت " لقد رأيتها بالامس"
"ماذا ؟ "
"قلت لك لقد رأيتها هناك" وأشارت خارج الباب " كنت أنظر
من النافذه فوجدتها في الخارج تُحدّق بي ،، عندما خرجت لاستطلع الامر لم أجدها ،، وبعد
أن غالبني النوم حلمت بها وكانها تريد أن تقول لي شيء ولكن لم أستطع سماعها"
"ماذا تقولين هل جُننتي، لا يمكن أن يكون هذا حقيقيا فابنتي ماتت
منذ خمس سنوات"
"ماذا"، اتسعت عيناها في ذهول
أشاح بوجهه مُحاولا إخفاء دموعه ،،
تنهد بضيق " كنت موظفاً في أحد الشركات الماليه لكنها أعلنت افلاسها واستغنت
عن خدمات عدد من الموظفين وكنت من ضمنهم ،، وجدت نفسي عاطلاً بلا وظيفه أؤمّن بها حياة
كريمة لعائلتي ،، ازدادت المشاكل بيني وبين زوجتي ،، هددتني أن تتخلى عني إن لم أجد
عملاً بديلاً في أقرب وقت، فهي لا تريد لابنتنا أن تعيش فقيره بوجود أب عاطل، وجدت عرضاً لبيع منزل مع مزرعه بسعر زهيد
فقبلت أن أشتريه بما تبقّى لي من مال كنت قد إدّخرته مُسبقاً"
"انتقلت الى هنا مع زوجتي وابنتي ذات الاربع سنوات ،، كنت أمنّي
نفسي ببدء حياة جديده وهادئه ،، وضعت كامل
جهدي على حرث المزرعه والعنايه بها ، مضت حياتنا بهدوء وكان ناتج المحصول الذين
نبيعه يأتي لنا بعائد مادي جيد، الى أن وقع
الحادث المشؤوم"
"كنت
أنا وزوجتي في المزرعه ومعنا ابنتنا ،، انشغلنا عنها للحظات ،، بعد ان انتهينا بحثنا
عنها ولم نجدها، واصلنا البحث دون فائده عدنا الى المنزل قلنا علّها ظلت طريقها وذهبت
الى المنزل ،، لكنها لم تكن هناك لقد اختفت ،، أبلغنا عن إختفائها لدى الشرطه ،، بدأت
عمليات البحث وساعدنا سكّان القريه لكن دون فائده ،، اختفت تماما وكانها تلاشت "
"نشرنا
صورها في كل مكان ،، وضعنا مكافأه لمن يجدها،، مرّ الشهر والشهرين والسنه ولاشيئ" ،،
"عانت
زوجتي من إنهيار عصبي وحمّلتني مسؤولية اختفائها ،، ثم هجرتني وبقيت أنا هنا وحيدا"
بعد
انقضاء السنة توقف الجميع عن البحث عنها ، جُن جنوني عندما وجدتهم وقد توقفوا عن البحث
صرخت فيهم أن يعاودوا البحث فابنتني مازالت في مكان ما ، قالوا انهم فعلوا كل ما بوسعهم
وسينتظروا أحد أن يرى صورها ويتصل بهم،
عندما يئست منهم صرت أبحث عنها بنفسي ، أخرج كل يوم من بعد الفجر حتى تغرب الشمس ،، ولكن لم أعثر على شيء.
عندما يئست منهم صرت أبحث عنها بنفسي ، أخرج كل يوم من بعد الفجر حتى تغرب الشمس ،، ولكن لم أعثر على شيء.
ذُهلت،،
" لكنّي أقسم لك أني رأيتها"
"كانت
ترتدي فستان أزرق ممسكه بعروسها ،، يشبه الذي بالصوره، أستطيع أن أصفه لك إن كنت لا تصدقني"
"لكن
هذا جنون كيف يحصل ذلك"
"لا
اعلم"
"قلتي
انها كانت تحاول قول شيء ما لك،، ماهو ؟"
"لا
أعلم، لم أستطع سماعها جيدا"
هل
كان معها أحد هل كانت مُصابه هل كانت خائفه
لم
يكن معها أحد كانت وحيده ،، ملابسها نظيفه ،، لكن نعم شعرت أنها خائفه تائهه هذا ما
قالتله لي عيناها
أسند رأسه على يديه مُحاولاً استيعاب ما تقوله ،، لقد رأت ابنته ،، كيف حدث ذلك
*****************
"ماذا
ستفعلُ الان"
"وماذا
علي أن أفعل أنتي من رأيتها وحلمتي بها لستُ أنا"
"نظر
اليها أريني المكان الذي وجدتها عنده"
خرجا
متجهين الى المكان الذي شاهدت عنده الفتاة
" هنا
في هذا المكان "
ثم أشارت الى النافذه ، وأنا كنت أنظر اليها من هناك
نظر الى حيث تشير الى نافذة غرفته
نظر الى حيث تشير الى نافذة غرفته
" ثم
ماذا، ماذا حدث بعد ذلك ؟ "
بعدها
خرجت لاستطلع الامر وعندما أتيت الى هنا كانت قد اختفت اعتقدتُ أنّي أتخيّل الامر
" بعدها
ماذا حدث ؟ "
" بعدها
عُدت أدراجي استلقيت على السرير ونمت، ثم
رأيتها مرة أخرى"
" تقف أمام النافذه تنظر اليّ تريد أن تقول لي شيئاً ما "
" لم أستطع سماع صوتها ،، "
" لم أستطع فهم ما تريد قوله "
" لا
بُدّ أنها تريد إخبارك بمكانها ،، لكن لماذا انتي لماذا لست انا أو والدتها لماذا إختارتك
من دوننا ماصلتك بالموضوع ؟ "
ردّت في حيرة مماثلة " لا
اعلم .. "
بدأ
المطر بالهطول، دلفا الى داخل المنزل ، تناولا العشاء بصمت، كلاهما مشغول تفكيره ،
نهضت بعد أن انتهت من طعامها توجهت الى الشرفه تنظر الى المطر المنهمر، عانت لفتره
من الزمن من حاله هلع وخوف واكتئاب عند كل يوم يسقط فيه المطر تصرخ تخاف صوته تخاف
أن تغرق فيه،
ترددت
على العديد من مراكز العلاج النفسي تبحثُ عن حل دون فائده ، ظلّت بهذه الحاله فتره طويله
حتى اختفا فجأه ،
فارقها الرُّعب المُصاحب لهطول المطر، فلم يعد يُخيفها، مدّت يدها تُبللها بقطرات المطر، صوت صراخ أختها يأتيها من بعيد، أصوات استغاذتها ، تمرُّ أمامها
الصوره المُرعبه التي تحاول محوها دون فائده
نعم لم يعد المطر يُخيفها لكنه مازل يأتي مُحمّلا بذكرى أختها المؤلمه ، لم تشعر بدموعها وهي تنهمر على وجنتيها
فارقها الرُّعب المُصاحب لهطول المطر، فلم يعد يُخيفها، مدّت يدها تُبللها بقطرات المطر، صوت صراخ أختها يأتيها من بعيد، أصوات استغاذتها ، تمرُّ أمامها
الصوره المُرعبه التي تحاول محوها دون فائده
نعم لم يعد المطر يُخيفها لكنه مازل يأتي مُحمّلا بذكرى أختها المؤلمه ، لم تشعر بدموعها وهي تنهمر على وجنتيها
"
آآه يا الهي " قبضت على صدرها في الم ، لِم تتبعُنا الذكرى أينما حللنا، لِم تظلّ تطرُق بابنا كلّما حاولنا تناسيها، لِم تعود محمّله بآلام استمتنا لننتزعها دون فائده
؟؟
"هل
أنتي بخير"، أتاها صوت صاحب المنزل
مسحت دموعها بيديها، "نعم
أنا فقط ... لا شيئ أنا بخير"
وضع
كفه على كتفها ،" أعتذر على قسوتي، لكن .. "
" هذه الصور ، منذُ الحادثه لم أجرُء على إخراجها، لا أستطيع مُجابهة نظراتها أشعر وكأنها تُعاتبني على اهمالي لها "
" هذه الصور ، منذُ الحادثه لم أجرُء على إخراجها، لا أستطيع مُجابهة نظراتها أشعر وكأنها تُعاتبني على اهمالي لها "
" لا
ذنب لك فيما حصل، الاطفال يصعب توقُّع تصرُّفاتهم "
" لكن
كان يجب أن أكون أكثر حرصاً "
" كان
لدي أخت ، ماتت غرقا أمامي "
كُنّا
أطفال ، كنت في الثامنه من عمري وهي في الخامسه، خرجنا نلهو سويا، حذّرتني والدتي من
الامطار وحرّصتني على الابتعاد عن مكان السيل
لكن
لم ننتبه كنا نركض ونضحك تحت المطر ، كنا فرحين بهطوله ، ركضنا حتى وصلنا الى السيل
، حينها كنت أريد أن نعود أدراجنا الى المنزل
لكن ..
بعدها، لا ادري ماذا حدث، كانت خلفي وفجأه أصبحت أمامي قريبه من السيل وضعت قدمها أرادت أن تُبلل قدمها به لكنه جرفها
لكن ..
بعدها، لا ادري ماذا حدث، كانت خلفي وفجأه أصبحت أمامي قريبه من السيل وضعت قدمها أرادت أن تُبلل قدمها به لكنه جرفها
جرفها السيل ..
وقفتُ أنظر اليها عاجزه حتى اختفت واختفى صوتها تماما،، لم أفعل شيئا كل ما فعلته أنني وقفت أحّدق بها دون حراك
لم أصرخ، لم أستغيث، لم أهرع لأمي أطلب نجدتها، هل تُصدّق ذلك، فقط وقفت أنظر وكأنني أرى مشهداً سينمائياً
لو
أنني صرخت لو أنني قلت شيئاً لكان أحد ما قد سمعني وهرع لانقاذها لكانت بقيت على قيد
الحياه، لما حصل لها ماحصل لما تعبت امي لما حزن والدي لو انني فقط ...........
أجهشت
بالبكاء ، " لقد تركتها تموت أمامي "
احتضنها
" لا ذنب لكِ ،، الرُّعب هو ما شلّ قواك لقد كنتي طفله والخوف الذي شعرتي به أكبر من عمرك "
" لا ذنب لكِ ،، الرُّعب هو ما شلّ قواك لقد كنتي طفله والخوف الذي شعرتي به أكبر من عمرك "
"لكن، كان يجب علي فعل شيئ ما "
"الاطفال
يصعب توقّع تصرّفاتهم "
في نهاية اليوم، طلب منها النوم في غرفته وهو سينام في البهو، لا بأس أن أنام في البهو
" لا
بل أنا سأنام هنا "
" حسنا "
" تصبحين
على خير "
" تصبح
على خير "
وقفت
أمام باب الغرفه، التفتت اليه " بالمناسبه إسمي سوزان "
"
وأنا آدم "
دلفت
الى الغرفه وأغلقت الباب خلفها
***************
داخل ضباب كثيف يحجُب الرؤيه، سمِعتها تصرُخ، ركضت باتجاه الصوت، صرخت "إيزا أهذه أنت"
داخل ضباب كثيف يحجُب الرؤيه، سمِعتها تصرُخ، ركضت باتجاه الصوت، صرخت "إيزا أهذه أنت"
" إيزااا
إيزااا "
دارت
حول نفسها تُحاول تتبّع مسار الصّوت
ركضت
في أحد الاتجاهات وسقطت حاولت النهوض الا أن أيادي قبضت على ساقها ، حاولت سحب
رجلها ، نظرت خلفها في رُعب واذ هي تلك الطفله ، ،، يا الهي أهذه أنتي، ماذا
تفعلين أتركي قدمي
" دعيني
أساعدك، والدك يبحث عنك "
لم
تُجيبها، بل ظلت تشدُّ قدميها اليها ه، قوة هائله تشدّها الى أسفل،
" يا الهي كيف لطفله صغيره ان تكون بهذه القوه "
صرخت " دعي قدمي "
" يا الهي كيف لطفله صغيره ان تكون بهذه القوه "
صرخت " دعي قدمي "
لم
تتركها ، ضربتها برجلها الاخرى وظلت تضرب وجه الفتاه حتى أفلتتها، صرخت الفتاه
وغاصت في الوحل
جلست
تلهث من التعب " يا الهي ما الذي يحدث لي"
ظهرت
أختها ،" ايزا اهذه أنتي "
" لقد
قتلتي الفتاه "
" انا
لم أقتلها "
" لقد
دفنتها في الوحل "
" لا
لم أفعل كانت تمسك بقدمي وتجرّني اليها "
" أنتي
قاتله "
نهضت
فزعه من نومها تتصبب عرقا ،، وأجهشت في البكاء
تناولت كوب الماء بجوارها وارتشفت منه رشفه، أعادته الى مكانه
ضمّت
ساقيها الى صدرها ،، مازالت ترتجف رُعبا ،، ما الذي يحدث لها ؟
**********************
في
صباح اليوم التالي استعدّت للذهاب برفقته الى محل صيانة السيارات لاستلام سيارتها،،
في منتصف الطريق التفتت اليه "آدم "
في منتصف الطريق التفتت اليه "آدم "
"نعم"
"أشعر
أنه عليّ البقاء"
نظر
اليها " هل هناك شيئ آخر "
"لا
أعلم، ولكن أشعر أنه لا يجب عليّ الرحيل الان "
"
لا أفهم، ما المشكله ؟"
" الاحلام
التي تُراودني ،، لابد أن يكون لها معنى،، قد تكون رساله من ابنتك تريد ايصالها لك
عبري "
" أريد
البقاء ومساعدتك في البحث عنها "
" نبحث
عنها أين ؟ ،، قضيتُ خمس سنوات وانا أبحث في كل مكان دون فائده "
" المكان
الذي رأيته بالامس "
" أيُّ مكان "
" في
منتصف الغابه كانت تجرُّني ، ثم ............. "
" ثم
ماذا؟ "
" كنت
خائفه، كانت تجرني اليها، دفعتها بقدمي بقوّه وغاصت في الوحل "
" قد تكون مطموره في مكان ما عند تلك البُقعه ، دعنا نحاول "
قال
بعد تردد " حسنا ،، هل أنتي واثقه مما تريدين فعله ،، يمكنك المغادره الان فاختفاء
ابنتي مسؤوليتي انا وليس مسؤوليتك "
" نعم
أنا واثقه "
نظر
اليها بامتنان "شكرا"
" لا
تشكرني الان ،، دعنا نجدها أولاً "
أدار
سيارته عائدا الى الطريق الذي أتى منه
" أخبريني بكل ما تذكرينه عن الحلم "
" كان
الضباب كثيفا، كنت أسمع صوت استغاثه يشبه صوت أختي، رحت أصرخ باسمها ، ثم تعثّرت "
أغمضت
عينيها تعتصر ذاكرتها مُحاوله استرجاع كافة تفاصيل الحلم
كان
المكان خاليا ،، يوجد القليل من الاشجار ، الضباب الكثيف يحجب عني الرؤيه ، لكن
كان هناك وحل كنت أمشي بصعوبه
أوقف
سيارته على جانب الطريق ،، فتح خزنة السياره وأخرج منها خريطه ،، أفردها كانت
مليئه الدوائر الحمراء والملاحظات
أنظري
جميع هذه الاماكن المُشار اليها بالاحمر بحثت فيها مع فريق البحث دون جدوى،، ثم
أشار الى نقطتين متباعدتين هذه المنطقه وهذه وصفها قريب مما ذكرتيه أنك رأيته في
الحلم،، فهي مناطق مرتفعه مليئه بالضباب وبسبب الامطار فالمكان دائم ما يكون مليئاً بالوحل ،،
"لنبدأ
بالبحث في المكان الاقرب من مزرعتك حيث كان آخر مكان شاهدتها فيه " أجابته سوزان
زاد
من سرعة السياره ضاغطا برجله على الموقد
قلبه
يرتجف بين أضلاعه يكاد أن يمزّق صدره
" هل سيجدها فعلاً ؟"
**********
وصلا
عند المكان الاول المُشار اليه في الخريطه ، ترجّلا من السيّاره،، التفت اليها
كوني حذره فالمكان مليئ بالوحل والارض زلقه ،،
مشت
بجواره في حذر
أخذ
نفساً عميقاً "لنبدأ البحث"
نظرت
الى المكان بتمعُّن ، مُحاولة ربطه مع ما شاهدته في حلمها
إستمرّا
في المشي وكُلّما تعمّقا في المكان كُلما أصبح المشي أكثر صعوبه
" أنظر
هناك "
أشارت باصبعها الى مكان يبعد عنهم مسافة بضع أمتار
"أين ؟"
تقدّمته مُسرعه الى حيث تُشير،، زلقت رجلها وتعثّرت
أشارت باصبعها الى مكان يبعد عنهم مسافة بضع أمتار
"أين ؟"
تقدّمته مُسرعه الى حيث تُشير،، زلقت رجلها وتعثّرت
تقلّب
جسدها في الوحل وعجزت على السيطره عليه،، استمرّت في التقلب حتى اصطدمت في جذع شجره
تأوهت في ألم
رفعت
جسدها بصعوبه وقد تلطخت كامل ثيابها بالوحل، وقفت تنظر حولها " يا الهي ، أنه
هو ، هو المكان حيث كنت أقف في الحلم"
نظرت
أسفل ساقيها ، انحنت وبدأت بالحفر لا تعلم من أين تبدأ وكيف تبحث لكنها تعلم أن
عليها البدء من أي بقعه حتى تعثر عليها
تلاحقت
أنفاسها وقلبها يكاد يخرج من ضلوعها ،، الهواء البارد كسكّين يكاد يشقّ رئتيها
سمعت
صراخ ياتي من خلفها "سوزان ،، هل أنتي هنا"
أجابته: "آدم
أنا هنا"
لوّحت
بيدها حتى يراها ،، أخذت قبضه من الوحل ورمتها في اتجاه الصوت الصادر منه
توجّه
اليها "هل أنتي بخير ؟"
ساعدها على النهوض انها هنا انا متاكده انه نفس المكان الذي رأيته في الحلم
ساعدها على النهوض انها هنا انا متاكده انه نفس المكان الذي رأيته في الحلم
نظر
أسفل قدميه حيث كانت تحفر ،، نزل وبدأ يبحث ،، طال بهما البحث حتى غربت الشمس وأصبحت
الرؤيا مُستحيله
توقف
وهو يلهث يا الهي هذا مستحيل لن نجدها،
لم
ترد عليه وواصلت البحث في جنون
صرخ بها : " سوزان
توقفي "
أمسك
يدها بقوّة " قلت توقفي لن يُجدي هذا الامر،، لن نجدها "
" يجب
أن نجدها "
" هذا يكفي، لن نجدها خمس
سنوات ولم نعثر على شيئ "
" الشُرطه
طوّقت كامل المكان وبحثت في كل الارجاء ولم تجد شيئا خمس سنوات ولا أثر لها ،، كيف
سنجدها الان "
" توقّفت
وحدّقت فيه "
كان
يلهث والدموع تملؤ عينيه
قال
لها بتوسل: " أرجوك توقفي ،، لقد تجاوزت الموضوع ،، ايميلي ذهبت الى الابد ولن نجدها "
نظرت
خلفه وتجمّدت نظراتها "يا الهي "
"ماذا؟"
نهضت
مُسرعه وتوجّهت الى المكان بدأت تنبش بيدها
" لحقها
ماذا هناك هل وجدتي شيئا "
استخرجت
بيدها شيئا يُشبه القماش
" انظر "
أخذ
منها القماش أزاح عنه الوحل
" يا
الهي انه فستانها هذا ماكانت ترتديه عندما اختفت "
" اذا
هي هنا في هذا المكان "
دبّ
النشاط في جسديهما واستمرّا بالبحث
اصطدمت
يدها بشيئ قاسي ،، أزاحت الوحل حول المكان ،، رأت شيئاً
أسرعا بالحفر حتى بانت ملامح الطفله
انتشلوها
من المكان
لقد
تحوّلت الى جسد مُتصلّب ،، نظراتها شاخصه الى أعلى
احتضنها والدها وهو يجهش بالبكاء
***********
بعد
ثلاثة أيام ..
تمت
مراسيم الدفن ،، دفنت ايميلي ، وجدت طريقها بعد أن ضلّته لخمس سنوات ،، هاهي تنام
بسكينة في مكانها
وضعت
باقة أزهار على قبرها نظرت الى النعش
ايميلي
منذ 2001 الى 2005 م
لامست
كتفها يد برقه التفتت اليه وابتسمت، إحتضنها بقوّه
همس
لها " أشكرك يا سوزان، لولاك لما وجدتها "
" لا
تشكرني بل أشكر روح ابنتك التي أرادت انتشال جسدها من الضياع الى السكينه "
****************
في
محل صيانة السيارات كانت سيارتها جاهزه
ركبتها
وأدارات المفتاح فعملت بانسياب ،، نظرت لعامل الصيانه بامتنان "شكرا لك"
"على
الرحب والسعه"
ابتسم
لها آدم "انتبهي لنفسك جيدا"
"سأفعل"
"اااه، تذكرت"
"ماذا
"
أدخل
يده في جيب بنطاله وأخرج هاتفه المحمول
"لقد ابتعتُ واحداً"
انفجرت ضاحكة "أهلا بك في القرن الواحد والعشرين"
0 التعليقات: