جناح بعوض
قال تعالى (وَلَوْلَا أَن يَكُونَ النَّاسُ
أُمَّةً وَاحِدَةً لَّجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِالرَّحْمَٰنِ لِبُيُوتِهِمْ
سُقُفًا مِّن فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ ) الزخرف آية (33)
قال القرطبي في تفسيرهذه الآية أن بها عدة مسائل
إحداها قول العلماء في ذكر الله عن حقارة الدنيا وأنها عنده من الهوان بحيث كان
يجعل بيوت الكفرة ودرجها ذهبا وفضة لولا غلبة حب الدنيا على القلوب؛ فيحمل ذلك على
الكفر. قال الحسن : المعنى لولا أن يكفر الناس جميعا بسبب ميلهم إلى الدنيا
وتركهم الآخرة لأعطيناهم في الدنيا ما وصفناه، لهوان الدنيا عند الله عز وجل. وعلى
هذا أكثر المفسرين ابن عباس والسدي وغيرهم.
وقال ابن زيد : ( ولولا أن يكون الناس
أمة واحدة ) في طلب الدنيا واختيارها على الآخرة ( لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم
سقفا من فضة). فلولا لطف الله ورحمته بعباده، التي لا يقدم عليها شيئا،
لوسَّع الدنيا على الذين كفروا توسيعا عظيما.
إستوقفتني هذا الآية ومن منطلق دعوة الاسلام
لنا بتدبر آيات القرآن وادراك الامور والتفكر بها قال تعالى (أفلا يتدبرون القرآن
أم على قلوب أقفالها) محمد آية (24)
فلو تفكرنا في حال بعض أصحاب الملايين كيف
كسبوا أموالهم وفي أي شيئ صرفوها لأدركنا حقارة الدنيا عند الله، وعلى سبيل
المثال؛ مجلة بلاي بوي الشهيرة، أُسّست سنة 1953م لصاحبها " Hugh
Hefner"
خُصّصت لنشر الصور الخليعه والاخبار الفاضحه، هدفها المتعة الجنسية للرجل، عندما
بدأ "هنفر" بتأسيس مجلته أراد لها الاستمرار فابتاع صورة عارية ملوّنة
للمثله "مارلين مونرو" وضعها في غلاف المجلة، ليحقق غرضه ويتم بيع ما
يقارب من 50,000 نسخة.
وصلت مبيعاتها خلال شهر واحد سنة
1970م ما يقارب السبعة ملايين نسخة وفي 2011م تخطّت الثمان مليون قارئ ليتربع
مؤسس المجلة على عرش الاغنياء بثروة تقارب 43 مليون دولار
قال عليه الصلاة والسلام (لَوْ كَانَتِ
الدُّنْيَا تَعْدِلُ عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ مَا سَقَى كَافِرًا مِنْهَا
شَرْبَةَ مَاءٍ)
0 التعليقات: