غرفة الانتظار ،،

2:33 م Fatimah 0 Comments


 
 
في غرفة الانتظار  تجلس بصمت ،، تَجولُ بنظرها حول المكان ،، تتأمّل مُختلف الأوْجُه ،، تُحاول استنباط حياتهم من خلال ملامحهم ،،
 
يجتاحها الفضول دائماً لأن تعرف حياة  الآخرين ،، ما يسرُّهم وما يُؤلمهم ،،
 الكل سَارحُ ببصره ينظر الى الفراغ ،،
 
امرأة في الثلاثينيات من عمرها جميله الملامح تحمل طفلا بين ذراعيها يُصارع لانتزاع نفسه من بينها  ،،
 تلين يدها مُستسلمه لاصراره ،، يهبط فرحاً ،،  يتهادى في خطواته ،، يحاول اكتشاف عالمه الجديد ،، يتنقل بين الجالسين ،، ينظر اليهم بابتسامه طفوليه  وكأنه يحاول إزالة الملل والتسرية عنهم ،،
 
 يَنظر البعض اليه مُبتسما يتمنى أن يُعايش سعادته  الكامنه في خُطواته الصغيره ،، وآخرون يتجاهلون وجوده وكأن رؤيتهم له فرِحاّ يتجول بحرية يُصيبهم بالتوتر ،،
 
الاطفال تُفرحهم أبسط الامور والكبار تٌحزنهم اتفهها ،،
عالم الكبار صخب مليئٌ  بصعوبات الحياة ،، عالم الصغار كذلك صخب مليئٌ بصعوبات لكنها تثير في أنفسهم السعاده بمواجهتها ،،  الكبار يملٌّون والصغار يأنسون
 هي دورة الحياة ،،
 
تعثَّر الطفل في خطواته مدَّ يده متثبتاّ بثوب فتاة  في عمر المراهقه تجلس بجوار رجل يظهر من شكله انه والدها تضع سمَّاعات الاذن تتمايل برأسها مع النغمات المنسدله لتعلن للجميع  أنها لا تكترث ،،
 
شاب يهزُّ ساقه بتملل ،، يتافف بضيق ينظر لساعته بنفاد صبر  ليوصل رساله مُفادها انه ملّ الانتظار ،،

رجل كبير في العمر يغفو بهدوء قد انحنى رأسه على كتفه ،، يحاول قتل الوقت بقيلولة صغيرة
 
لماذا يجعلون الناس تنتظر حتى تملُّ وتتعب ،، لماذا وُجدت غرف الانتظار ؟؟ ،، لماذا يعطون الحق لأنفسهم  باتتزاع دقائق من اعمارهم تذهب في انتظار مُملّ لا يكاد ينتهي ؟؟

تتسائل وهي تنظر الى مختلف تعابيرهم عن سبب تواجدهم في هذا المكان ،، لم  جميعهم هنا ؟؟ هل يحملون نفس همومها ؟؟ هل يعانون مثلها ؟؟


لا ..

 لا احد يحمل نصف ما تحمله من الالم ،،


لا أحد عايش تجربتها

نودي باسمها ،، وقفت ،، القت نظره اخيره على الموجودين وكأنها تودِّعُهُم 
 
اتجهت الى حيث أشارت الموظَّفه تاركتاً  خلفها أوجُه سارِحه و طفلٌ صغير عاد ليُكمل جولته في غرفة الانتظار ،،
.
.
.
 
Fatima Ali
   

0 التعليقات: